مصر قد لا تتغير أبدا ... والسبب نحن " ناقش معنا

فى الوقت الذى تتغير فيه مصر بعد ثورة 25 يناير العظيمة والتى قضت على الفساد السياسى راودنى سؤال مهم وهو ان الجميع يفكر الاّن كيف نعدل الدستور وكيف سنعدل لأول مرة رئيس الجمهورية وطريقة اختيارة ولم يكلف أحدا نفسه حتى الاعلام المصرى فى تغيير المواطن وسلوكه
الجميع تفاءل بالثورة المجيدة وأن هناك سلوكا جيدا بدأ أن يظهر فى الشوارع والطرقات والمرور لكنه ما لبث كعادة الشعب المصرى نسى ما حدث لنعود مرة أخرى للاحتقان الطائفى بين المسلمين والمسيحيين والأهلاوية والزمالكاوية وكأنه لم توجد ثورة أجمعتنا على شئ واحد وهو مصر
مصر التى ضحى من أجلها خيرة وزهرة شباب الوطن وعندما فعلوا ذلك كان فى خيالهم أن مصر ستتغير فى كل شئ ولكننا لم نجد الا مطالب فئوية اعتصامات ولم نجد البناء والعمل من أجل أن تعود مصر الى ما كانت عليه خير بلاد الأرض
لقد حقق الشعب المصرى التغيير فى النظام السياسى واستئصال الفساد منه ولكننى أؤكد أن الفساد الاخلاقى وفساد النفس لم يتغير فالفساد الذى عشنا فيه طوال 30 عاما وصل الى قلب وعقل كل منا فصار هو المنظومة التى تحكمه وتتحكم به
فكثير منا ظن من داخلة أن النظام الفاسد هو من صنع ذلك بمصر وهو نظريا صحيح فلقد كمم الأفواه وظل يرسخ لما يعرف ب" الدولة البوليسية" كى يحقق أهدافه ولكن اليوم أرى أننا شركاء فى هذا الظلم والافساد بسببنا وليس بسبب شخص اّخر
فالنظام ليس له دخل بشخص لا يؤدى عمله على أكمل وجه ثم يأتى ليطالب براتبه أو بأجره وعمله منقوص النظام ليس له علاقة بانسان يستغل أوقات عمله فى عمل شئ اّخر لمصلحة شخص اّخر ويحصل على المقابل من الجهتين وهو أيضا لا علاقة له بفرد يريد صنع القليل ويجنى الكثير
كما أنه ليس له علاقة وثيقة بشخص يوقف سيارته فى مكان خطأ ويقوم بخلق ازدحام داخل الشوارع لأنه لا يريد أن يبتعد عن المكان الذى يريد الوصول اليه كل ذلك مسؤولية كل فرد ويجب علينا من الاّن العودة مرة أخرى لروح الثورة
نعم شارك فى الاستفتاء صوت فى انتخابات مجلس الشعب والرئاسة ولكن لا تنسى قبل كل ذلك شارك فى بناءك أنت وبناء أولادك وبناء مصر التى ضحى الجميع من أجلها عد لتقول أننا ننتمى الى مصر مسلم -مسيحى - أبيض - أسود - أهلاوى - زملكاوى غير من نفسك
"ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم" شارك معنا بمقترحاتك للتغير