الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى لـ ( المنتدى ) الإكتئاب يهدد مواطنى الدقهلية ومستشفى ديسط مسجله اول مستشفى بالدقهليه

الإكتئاب يهدد مواطنى الدقهلية


ظروف وتركيبة الحياة المصرية مليئة بالضغوط
والمضايقات


تفتقد
محافظة الدقهلية إلى وجود مستشفى للأمراض النفسية اللهم إلا مستشفى دميرة بمركز
طلخا التى ننشرعنها تحقيقا فى نفس الصفحة
وأمام هذه المشكلة تحاورت الوفاق مع الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى
بجامعة الأزهر .


·
ماهى نسبة الإصابه بالمرض
النفسى فى مصر عموما ومحافظة الدقهلية خاصة؟


زيادة إنتشار المرض النفسى على مستوى مصر عموما
شيء ملحوظ ولكن لاتوجد إحصاءات دقيقة لذلك .


·
ماهى أسباب إنتشار المرض النفسى
بين المصريين ؟


.
زيادة الإضطرابات النفسية مرتبطة بزيادة الضغوط وإحتياجات الناس غير المشبعة وأود
أن أشير هنا إلى نوعين من الإحتياجات فهناك إحتياجات نقص غير مشبعة مثلا أشياء
لانجدها مثل المأكل والمسكن والمأكل والمال .. وغيرها فى الحقيقة لو أستمرت هذه
الضغوط فهذا يؤدى إلى تغيير فى كمياء المخ وهرمونات الجسم .. وهناك "إحتياجات
الطمع وهى تخص فئة من الناس تملك ولكنها لاتملك كل مايمنحها هذا الثراء والإغراء
الإستهلاكى فى الحياة وهى ثقافة تبنتها
وسائل الإعلام؛ فبالرغم من غنى شخص ما لكنه يشعر أن هناك حاجات يريدها ولايجدها ..هناك
نوع من أنواع الحياة والرفاهية يتطلع إليه ولا يجده .


لقد
أصبحت ظروف وتركيبة الحياة المصرية مليئة بالضغوط والمضايقات وعلاقات الناس أصبح
يشوبها الإنتهازية والفردية والأنانية فضاع الإحساس بالأمان والطمأنينة ،وأصبحت
الرغبة فى الإنجاز أقل بسبب كثرة المتطلبات فى ظل ضغوط ضيق الوقت .فالظروف الإقتصادية
والسياسية الراهنة أوجدت حالة من عدم الرضا وعدم الشعور بالسعادة . وذلك لعدم وجود
سياسات واضحة؛ فأصبح الفرد ليس لديه رؤية واضحة للمستقبل لم يعد لديه قدرة على
التوقع بكره رايح بينا فين .لاتوجد فرصة للتوقع المنطقى المعقول .


وأيضا
وجود قدر كبير من الزحام والتلوث السمعى والبصرى له تأثير سلبى كبير على الصحة
النفسية .. فعندما قاموا بعمل تجارب على الحيوان عن طريق وضع مجموعة من الفئران فى
صندوق واسع كان سلوك الفئران هاديء ولطيف وكلما ضيقوا الصندوق أصبح سلوك الفئران
أكثر شراسة وأكثر عنفاً وتتحول إلى ما
يشبه الجنون والصراع بينهم إلى حد فظيع هذا القانون يطبق أيضا على الإنسان .


ماتعليقكم على
عدم وجود مستشفى حكومى واحد فى محافظة الدقهلية ؟




فى
الحقيقة هذه مشكلة كبيرة جدا ولا يصح فى
محافظة كبيرة مثل محافظة الدقهلية تعداد سكانها حوالى 5 مليون نسمة تقريبا وليس
لديهم مستشفى حكومى واحد للأمراض النفسية


نحن
نحتاج فى محافظة الدقهلية إلى مستشفى للأمراض النفسية لأنه توجد حالات صحية تحتاج
إلى متابعة وإقامة فى المستشفى مثل حالات الهياج أو حالة قابلة للإنتحار أو حالات
هوس مثل حالات الإنفصام أو فى حالات التأهيل للمدمنين .وللأسف الشديد على أرض
الواقع كان يوجد سريرين فقط فى المستشفى الحكومى من أجل المرضى النفسيين وفى أوقات
أخرى سرير واحد وأوقات أخرى لا يوجد وهنا وضع معيب .


والمفترض
أن الخدمة الصحية والنفسية تقدم بشكل أساسى فى مستشفيات الصحة لأنها منوطة بالخدمة
الصحية وعليها أن توفر كافة الخدمات .لذلك لابد من عمل مستشفى للصحة النفسية ، ولكن
وجود بعض المعوقات الإدارية وعدم توافر الإمكانيات تقف عقبة فى إنشائها .وكان من
المفترض أنه تم إنشاء مستشفى للصحة النفسية بمحافظة الدقهلية ولكن لا أدرى لماذا لا
تقدم الخدمة على مستوى العيادات الخارجية على الرغم من وجود كفاءات بها ومدير
محترم هو الدكتور نعيم نخله ولكن لابد أن تذلل العقبات الإدارية وتوفر الإمكانيات
للمرضى المحتاجين للحجز فى الأقسام الداخلية ويجب أن تزيد عدد الأًسٌِرة عما هو
عليه الآن .


لابد
من الأخذ فى الإعتبار أن محافظة الدقهلية تخدم محافظات أخرى بجوارها مثل محافظة
كفر الشيخ ودمياط وبورسعيد أحيانا وبعض بلدان محافظة الغربية تعتبر المنصورة
بالنسبة لهم أحيانا أقرب من عاصمتهم طنطا .


فالمريض
النفسى مريض مسكين فاقد البصيرة محتاج لمساعدة المجتمع وهناك مشكلة الإمكانيات
للناس الغلابة لذلك فهناك إهمال للمرض النفسى على مستوى مصر وفى الحقيقة الدقهلية
أكبر المحافظات إهمالا ً للمرضى النفسى .


فمثلا
فى بورسعيد توجد مستشفى للأمراض النفسية كبيرة على مستوى هائل وقد رأيتها بنفسى .


وفى
دمياط يوجد مستشفى للأمراض النفسية ما زال تحت الإنشاء تم بنا ئه لكنه تعثر فى
التشطيب ولكن سيتم تجهيزه قريبا بإذن الله وفى محافظة الغربية بها أيضا مستشفى
للأمراض النفسية وفى محافظة الأسكندرية والقليوبية .... الخ .الدقهلية تكاد تكون المحافظة
الوحيدة التى لاتحوى مستشفى حكومى للأمراض النفسية .


زمان
كان مسجل بوزارة الصحة أن مستشفى ديسط مستشفى أمراض نفسية وتحت المعاينة ووجدوا
أنها صالحة لذلك، وقاموا بعمل دراسة جدوى ودخلت فى أرشيف الوزارة على انها مستشفى
أمراض نفسية .


لايمكن لأى أحد أن يخطط على المستوى الإدارى فى
محافظة مثل محافظة الدقهلية وأن يهمل وجود مستشفى حكومى للأمراض النفسية لما يقرب
من 5 مليون شخص .


وقد
تم إقتراح أحد مستشفيات التكامل فى شبراهور تقريبا قريبة من أجا وتم معاينة المكان
ولكنهم وجدوا أن المكان بعيد وصعب الوصول إليه فتعثر الموضوع، ولكن إن لم يكن بد من غيرها فوجودها أفضل من عدمه ..
فى الحقيقة الموضوع محتاج إلى وقفة ومراجعة .


·
هل ترى أن هناك تقصير فى الخدمة
من جانب مستشفى الجامعة بالمنصورة فى مجال الطب النفسى ؟


لايوجد
تقصير فى الخدمة المقدمة من مستشفى الجامعة خاصة مع ظروف تصدعات المبنى بالعكس فهو
يقوم بدور جيد ويوجد به خدمة ممتازة بالإضافة إلى أن مستشفى الجامعة فى الأساس
وظيفته تعليمية بينما مستشفيات الصحة هى المخولة بالخدمة بشكل أساسى .


·
ماهى أكثر الطبقات التى تعانى
من الأمراض النفسية ؟


الطبقات الفقيرة والمهمشة والعشوائيات والناس
المهملين ورغم معاناتهم من الإضطرابات النفسية لكنهم لايلجأون غالبا للطب النفسى
نتيجة الجهل وعدم الوعى ولكن المرض النفسى للأسف متفشى بصورة كبيرة .


·
ماهى أهم الموضوعات والتوصيات
التى تمت مناقشتها فى مؤتمر الطب النفسى الأخير ؟


فى
مؤتمر الطب النفسى بأمريكا منذ حوالى ثلاثة أسابيع .. كان هناك إهتمام كبير
بالإضطرابات النفسية عند الأطفال مثل ضعف الإنتباه وزيادة الحركة عند الأطفال من
سن 6 سنوات إلى 10 سنوات فى المدارس الذى يؤدى إلى تدهور المستوى الدراسى
وإضطرابات فى الشخصية ومرض الأيوديزم أو الذاتويه أو التوحد فقد أصبحت هذه الحالات
كثيرة ولا توجد أماكن كافية لعلاجها .وحالات القلق والوسواس والإكتئاب فى الأطفال
حيث يظهر ذلك فى صورة إضطراب فى السلوك الذى يظهر فى صورة سرقة أ تبول لا إرادى أو
عصبية فى التعامل مع أفراد الأسره .. الخ .بالإضافة للإضطرابات النفسية عند المرأة
لأنها مفتاح الإستقرار فى الأسرة .


هذين
الموضوعين نالا إهتمام وجهد ووقت كبير فى هذا المؤتمر .


وتم
إنعقاد مؤتمر أخر فى الأسبوع قبل الماضى فى مصر بكلية الطب جامعة الأزهر بدمياط عن
دور العوامل الثقافية فى تقديم الرعاية النفسية ونظرة المجتمع للطبيب النفسى
والمرض النفسى فبسبب الجهل وعدم الوعى يعتقد الناس أن المريض النفسى ملبوس من الجن
ويذهبوا به إلى الدجالين والمشعوذين إعتقادا منهم أنه مس أو سحر وبالتالى يتأخر
علاج الحاله وتصل إلينا حالة متدنية .


وناقش
أيضا معتقدات الناس حول الدواء النفسى حيث بعتقد الناس أنه مخدرات أو مسكنات أو أدوية
مهدئة وهى فى الحقيقة أدوية نوعية ومتخصصة جدا فى المرض النفسى وليس كما يعتقد
الناس أنها تسبب الإدمان فى حين أن المشكلة الحقيقة صرف المهدئات والأدوية النفسية
بدون استشارة الطبيب النفسى . وتوجه المؤتمر نحو الثقافة المجتمعية التى تؤثر فى
الرعاية النفسية .


فى
واقع الأمر توجد حالة من الآلام النفسية ، لايوجد وعى بالحالات النفسية ولا المرض
النفسى ولا مشاعر الناس ضرورة ألا نجرح بعض على مستوى الأشخاص المتعلمين وللأسف
نسبة كبيرة من الاطباء خارج التخصص لايوجد عندهم وعى بالطب النفسى ومعرفتهم عنه
معرفة مختذلة جدا وهذا يجعلهم لايستطيعون توجيه المريض لأماكن الخدمة المضبوطة نتيجة
عدم الدراسةالكافية للطب النفسى إثناء المرحلةالجامعية لذلك لايقدر مرض الإكتئاب عل عكس الدول الأوروبيه
فلديهم وعى كبير جدا فيتم تدريب الممارس العام على معالجة الأمراض النفسية البسيطة



·
ماهو أكثر الأمراض النفسية
إنتشارا فى محافظة الدقهلية ؟


أكثر
الأمراض النفسية إنتشارا فى محافظةالدقهلية هو الإكتئاب .