آداب اللباس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد ...
فقد امتن الله تعالى على عباده فقال : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (26) سورة الأعراف
قال ابن كثير رحمه الله : يمتن الله على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش، فاللباس ستر العورات وهي السوآت، والريش ما يتجمل به ظاهراً، فالأول من الضروريات والريش من التكملات والزيادات .- تفسير ابن كثير 2/217-
فما أنزل الله لنا من أنواع الملبوسات نعمة عظيمة يجب شكرها والتأدب بآدابها ... ونحن نسوق هنا بعضاً من تلك الآداب التي ينبغي التأدب بها ومنها :
1. استحباب لبس الحسن وتطهير اللباس
قال تعالى : ({وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (4) سورة المدثر
ويستحب للمسلم أن يبلس الحسن من ثيابه ويتأكد في المناسبات كالأعياد والجمع واستقبال الوفود وهذا معلوم من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
2. مراعاة الدعاء الوارد في اللباس :
أ- التسمية عند اللبس وحمد الله على هذه النعمة
ب- الدعاء عند لبس الجديد
عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوباً سماه باسمه، إما قميصاً أو عمامة ثم يقول: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك من خيره وخير ما صُنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صُنع له ). رواه الترمذي وصححه الألباني .
ت ـ الدعاء لمن لبس الجديد
يستحب أن يُقال لمن لبس جديداً ( البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً ) . فعن ابن عمر-رضي الله عنهما- ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصاً أبيض، فقال: ثوبك هذا غسيلٌ أم جديدٌ ؟ قال : لا . بل غسيلٌ. قال: البس جديداً، وعش حميداً، ومُت شهيداً ) رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني
3. البدء باليمين في اللباس واليسرى في الخلع .
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمُّن في طُهوره وترجله وتنعله. رواه البخاري ومسلم
4. ستر الثوب اللباس للعورة
من أعظم الآداب أن يستر الرجل وكذلك المرأة ، العورة ولا يبدي سؤته لأحد ، فعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: ( قلت يا رسول الله: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك . قال: قلت : يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يرينها أحدٌ فلا يرينها . قال: قلت يا رسول الله: إذا كان أحدنا خالياً ؟ قال: الله أحق أن يستحيا منه من الناس ) رواه أبو داود و الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني
وعورة الرجل من السرة إلى الركبة. معدا مع زوجته وأمته
والمرأة كلها عورة- إلا عن زوجها- .
وأما محارمها فلهم النظر إلى ما يظهر غالباً كالوجه، واليدين، والشعر، والرقبة ونحو ذلك .
وعورتها مع بنات جنسها من السرة إلى الركبة .
5. الحذر من الإسراف والمبالغة في اللباس
لقد نهانا تعالى عن الإسراف فقال : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف
والإسراف كما يكون في الأكل والشرب يكون كذلك في اللباس ف عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كلوا، واشربوا، وتصدقوا، والبسوا في غير إسرافٍ ولا مخيلة ) رواه والنسائي وابن ماجة وحسنه الألباني
6. تحريم تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال
عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ) وفي لفظ آخر: ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء . وقال أخرجوهم من بيوتكم . قال: فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً، وأخرج عمر فلاناً ) رواه البخاري وغيره
وهذا التشبه يكون في اللباس وغيره ...
7. الحذر من جر الثوب خيلاء .
فقد ورد النهي عن ذلك مما يدل على تحريمه وبين عقوبته وخطره ، فعن أبو هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللا ينظر اللهُ يوم القيامة إلى من جرَّ إزاره بطراً) رواه البخاري ومسلم .
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار ) رواه البخاري
وأما بالنسبة للمرأة فيشرع لها أن تجر كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن جَرَّ ثَوبَهُ خُيلاءَ لَم يَنُظر الله إِليه يَومَ القِيامَة ) فقالت أم سلمة فكيف يصنعن النساء بِذُيولِهِنَّ ؟
قال : ( يُرخِينَ شِبرا ) فقالت : إذا تَنكَشِف أَقدامُهُن ؟قال : ( فَيرخِينَهُ ذِراعاً لا يَزدنَ عَليهِ ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
قال الشيخ الفوزان حفظه الله : " مطلوب من المرأة المسلمة ستر جميع جسمها عن الرجال، ولذلك رخص لها في إرخاء ثوبها قدر ذراع ؛ من أجل ستر قدميها " [ المنتقى 3/451]
8. ألا يكون الثوب ثوب الشهرة .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال في حديث شريك يرفعه قال : ( مَن لَبِس ثَوب شُهرةٍ أَلبَسَهُ الله يَومَ القِيامَة ثَوباً مِثلَهُ رواه أبو داود وابن ماجه وحسنه الألباني
قوله : ( ثوب شهرة ) أي : ثوب تكبر وتفاخر ، والشهرة هي التفاخر في اللباس المرتفع أو المنخفض للغاية ، ولهذا قال ابن القيم هو من الثياب الغالي والمنخفض .
وقال ابن الأثير : " الشهرة ظهور الشئ " والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفته لونه لألوان ثيابهم ، فيرفع الناس إليه أبصارهم ، ويختال عليهم بالعجب والتكبر .
وقال القاضي : " المراد بثوب الشهرة ما لا يحل لبسه ، وإلا لما رتب الوعيد عليه " [ فيض القدير 6/216]
قال ابن تيمية: وتكره الشهرة من الثياب، وهو المترفع الخارج عن العادة، والمنخفض الخارج عن العادة؛ فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين، المترفع والمتخفض، وفي الحديثمن لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة). وخيار الأمور أوساطها . الفتاوى (22/138)
9. التواضع في اللباس
عن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تَرك اللبَاس تَواضُعاً لله وهُو يَقدِر عَليه ، دعاهُ الله يومَ القِيامَة عَلى رُؤوس الخَلائِق يُخَيِره مِن أَي حُلَلِ الإيمَان شَاء يَلبَسُها ) رواه الترمذي وحسنه الألباني
في الحديث : "إشارة إلى أن الجزاء من جنس العمل ، وأن التواضع الفعلي مطلوب كالقولي وهذا من أعظم أنواع التواضع ؛ لأنه مقصور على نفس الفاعل فمقاساته أشق بخلاف التواضع المتعدي ، فإنه خفض الجناح ، وحسن التخلق ، ومزاولته أخف على النفس من هذا لرجوعه لحسن الخلق لكن بزيادة نوع كسر نفس ولين جانب" [ فيض القدير 6/101]
10. أن يكون اللباس خالياً من الصلبان و التصاوير.
فعن عائشة-رضي الله عنها- ( أنها اشترت نُمرُقة فيها تصاوير، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالباب فلم يدخل، فقلتُ أتوب إلى الله مما أذنبت. قال: ما هذه النمرقة ؟ قالت: لتجلس عليها وتوسدها. قال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه الصورة ) رواه البخاري ومسلم
وعن عمران بن حطان أن عائشة -رضي الله عنها- حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه ) رواه البخاري
11. استحباب لبس البياض .
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم... الحديث ) راوه أحمد وأبو داود وغيره وصححه الألباني
12. عدم لبس المعصفر
عن عبد الله بن عمر بن العاص قال: ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين فقال: إن هذه ثياب الكفار فلا تلبسها ) وفي لفظ آخر قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين . فقال: أأمك أمرتك بهذا ؟ قلت: أغسلهما . قال: بل أحرقهما ) رواه مسلم
قوله: ( أأمك أمرتك بهذا ) معناه أن هذا من لباس النساء وزيهن وأخلاقهن، وأما الأمر بإحراقهما فقيل هو عقوبة وتغليظ لزجره وزجر غيره عن مثل هذا الفعل . شرح النووي لمسلم 14/45
13. عدم لبس الضيق والشفاف والمزركش
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صِنْفَان مِن أَهلِ النَّار لَم أَرهُمَا ، قَومٌ مَعَهُم سِياطٌ كَأذنَاب البَقَر يَضرِبُون بِها النَّاس ، ونِساءٌ كاسِيات عَاريَاتٍ مُمِيلاتٍ مَائلاتٍ ، رُؤسُهنَّ كَأسنِمة البُختِ المَائِلة ، لا يَدخُلنَّ الجَنَّة ولا يَجِدنَ رِيحَهَا ، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَد مِن مَسيرَةِ كَذَا وكَذا) رواه مسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد فُسر قوله " كاسيات عاريات " بأن تكتسي ما لا يسترها ، فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية ، مثل أن تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها مثل عجيزتها وساعدها ونحو ذلك ، وإنما كسوة المرأة ما يسترها ، فلا تبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفا واسعا " [ مجموع الفتاوى 22/146]
14. حكم لبس الحرير
يحرم على الرجال دون النساء لبس الحرير ، فعن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله ثم قال: ( إنَّ هذين حرام على ذكور أمتي ) رواه أبو داود(4057) وصححه الألباني
وبين لنا صلى الله عليه وسلم أنه : ( من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة) رواه مسلم
لكن هناك حالات يباح للرجل لبس الحرير :
1- من به مرض مثل الحكة ، فعن أنس-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم : رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميصٍ من حرير من حكةٍ كانت بهما . رواه البخاري ومسلم
2- ويباح له لبسه في الحرب .
3- إذا لم يجد ثوباً إلا ثوب حرير
4- إن كان جزء من الثوب بمقدار أربعة أصابع فما دون لحديث عمر بن الخطاب قال: نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع إصبعين أو ثلاثٍ أو أربعٍ . رواه البخاري ومسلم
15. طيّ الثياب بعد خلعها، وذكر اسم الله عليها عند وضعها أو تعليقها، وعدم إلقائها مبعثرة دون مبالاة.
فعن أنس قال: قال رسول الله : ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله لا إله إلا هو رواه ابن السني.
هذا ما تيسر جمعه هنا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد
آداب النوم
بسم الله الرحمن الرحيم
آداب النوم
أيها الزوجان .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وبعد ...
فإن للنوم آداباً ينبغي عليكما التأدب بها ، وإليكما ما تيسر جمعه من تلك الآداب :
· النوم المبكر وعدم السهر :
يستحب السهر مع الزوجة والأولاد لكن بقدر ، والملاحظ على الكثير يغلو في السهر ، فتراه إلى ساعات متأخرة مما يفوت عليهم الصلاة المفروضة ، وهذا دأب الكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله .
· النوم على طهارة :
فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ) رواه البخاري ومسلم .
فإن حصل جماع وجب الغسل ، ولا بأس بتأخيره ، لكن يستحب الوضوء قبل النوم .
· إطفاء النار والمصابيح قبل النوم .
فعن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أطفئوا المصابيح بالليل إذا رقدتم، وأغلقوا الأبواب ) رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : ( وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا لمصابيح فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت ) رواه البخاري .
وعن ابن عمر-رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون ) رواه البخاري ومسلم
وعلة الأمر بإطفاء النار والمصابيح : هو الخوف من انتشار النار واشتعالها على أهلها، وبُينت هذه العلة في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن الفويسقة [ الفأرة ] ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت ) .
قال القرطبي: في هذا الأحاديث أن الواحد إذا بات ببيت ليس فيه غيره وفيه نار فعليه أن يطفئها قبل نومه أو يفعل بها ما يؤمن معه الاحتراق، وكذا إن كان في البيت جماعة فإنه يتعين على بعضهم وأحقهم بذلك آخرهم نوماً، فمن فرط في ذلك كان للسنة مخالفاً ولأدائها تاركاً . [ فتح الباري ]
· إغلاق الأبواب قبل النوم:
عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ) رواه مسلم .
قال ابن دقيق العيد : في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد ولا سيما الشياطين، وأما قوله: ( فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ) فإشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان عن الاختلاط بالإنسان، وخصه بالتعليل تنبيهاً على ما يخفى مما لا يطلع عليه إلا من جانب النبوة . [ فتح الباري ]
· نفض الفراش قبل الاضطجاع عليه ثلاثاً :
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في نومه، أنه كان ينفض فراشه بداخلة إزاره ثلاثاً قبل اضطجاعه عليه، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ) رواه البخاري ومسلم
وفي رواية : ( إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات) . وعند مسلم : ( فليأخذ إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه ) .
داخلة الإزار: طرفه الداخل الذي يلي جسده ويلي الجانب الأيمن من الرجل إذا ائتزر)
· الاضطجاع على الشق الأيمن ، فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ) رواه البخاري ومسلم .
وفي النوم على الجانب الأيمن فوائد:
منها أنه أسرع إلى الانتباه، ومنها أن القلب متعلق إلى جهة اليمين فلا يثقل بالنوم، ومنها قال ابن الجوزي: هذه الهيئة نص الأطباء على أنها أصلح للبدن، قالوا: يبدأ بالاضطجاع على الجانب الأيمن ساعة ثم ينقلب على الجانب الأيسر، قاله في فتح الباري .
· كراهية النوم على الوجه :
عن طخفة الغفاري أنه كان من أصحاب الصفة، قال: بينا أنا نائم في المسجد من آخر الليل، أتاني آتٍ وأنا نائم على بطني، فحركني برجله فقال: ( قم هذه ضجعة يبغضها الله ) . فرفعتُ رأسي فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قائم على رأسي رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
· كراهية النوم على سطح غير محجر . عن علي بن شيبان ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من بات على ظهر بيتٍ ليس عليه حجاب فقد برئت منه الذمة )
وعند أحمد: ( من بات فوق إجار أو فوق بيت ليس حوله شيءٌ يردُّ رجله فقد برئت منه الذمة...) رواه البخاري في الأدب المفرد . وأحمد
قال فضل الله الجيلاني : أنه يلزم الإنسان أن لا يقصر في مراعاة الأسباب العادية لجلب ما ينفع ودفع ما يضر، وهذا الحديث من أدلة ذلك، فمن بات على سطح لا حجاب عليه فقد قصر في مراعاة الأسباب العادية لاجتناب لاضرر، فإن النائم قد ينقلب في نومه وقد يقوم ولا يزال أثر النوم عليه فيسعى إلى غير الطريق فيسقط، فكان ينبغي له مراعاة الأسباب العادية بأن لا ينام في ذلك الموضع، فإذا نام فقد عرض نفسه للسقوط فيسقط، فمن تعاطى الأسباب العادية وذكر اسم الله تعالى واعتمد عليه فهو في ذمة الله عز وجل، إنا أن يحفظه وإما أن يثيبه على ما أصابه من ضرر بكفارة السيئات أو رفع الدرجات، فإن أصابه ما فيه هلاكه بعد اتخاذ الأسباب فهو شهيد كما ورد في المتردي والغريق ونحوهما، ومن قصّر بعد وسعه لم يكن في ذمة الله عز وجل، فإن أصابه ضرر لم يثب، وإن هلك لم يكن شهيداً، بل يخشى أن يعد قاتلاً نفسه، والله أعلم بالصواب " [ فضل الله الصمد ]
آداب الأكل والشرب
آداب الأكل والشرب ما أجمل الجلوس مع الزوجة والأكل معها وتبادل أطراف الحديث سوياً .... ونحب أن نذكركما هنا ببعض الآداب التي ينبغي مراعاتها ، ومن ذلك : • تناول الطيب والبعد عن الحرام ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (البقرة:172) وفي الحديث : ( أيما جَسَد نَبتَ عَلى السُحتِ فالنَّار أولى به ) • غسل اليدين قبل الطعام . وهو من المستحبات ، فقد يعلق بالأيدي شئ من الأوساخ ونحوها • غسل اليدين بعد الطعام، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاةِ فمضمض وغسل يديه وصلى . رواه أحمد وابن ماجه . • يستحب للجنب أن يتوضأ و يغسل يديه قبل الأكل ، فعن عائشة -رضي الله عنها-: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنباً فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة )، وعند أحمد: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة فإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل كفيه ثم يأكل أو يشرب إن شاء ) رواه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم . • التسمية في ابتداء الأكل والشرب، وحمد الله تعالى بعدهما . من السنة أن يسم الآكل قبل أكل طعامه، ويحمد الله تعالى بعد الفراغ منه. فعن عمر بن أبي سلمة- رضي الله عنهما- قال: كنتُ غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله ،وكل بيمينك،وكل مما يليك. فما زالت تلك طِعمتي بعد) رواه البخاري ومسلم . قال ابن القيم رحمه الله : والتسمية في أول الطعام والشراب، وحمد الله في آخره تأثيرٌ عجيب في نفعه واستمرائه، ودفع مضرته. قال الإمام أحمد: إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل: إذا ذُكر اسم الله في أوله، وحُمد الله في آخره، وكثرت عليه الأيدي، وكان من حِل . زاد المعاد . * إذا نسي الآكل أن يسمِّ الله قبل الطعام ثم ذكر في أثنائه فإنه يقول: ( بسم الله أوله وآخره ) أو ( بسم الله في أوله وآخره ) . رواه أبو داود والترمذي • الأكل والشرب باليد اليمنى والنهي عن الشمال . ففي حديث عمر بن أبي سلمة : ( يا غلام سم الله،وكل بيمينك،وكل مما يليك )رواه البخاري . وعن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال ) رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) رواه مسلم • الأكل مما يلي الآكل . فعن عمر بن أبي سلمة، رضي الله عنه أنه قال أكلت يوماً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلتُ آخذ من لحمٍ حول الصحفة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل مما يليك ) رواه مسلم . • استحباب الأكل من حوالي الصحفة ، دون أعلاها . فعن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل من أعلاها ) . رواه أبو داود • استحباب الأكل بثلاثة أصابع ولعق اليد بعده . من هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يأكل بأصابعه الثلاث، وكان يلعق يده بعد الفراغ من طعامه. فعن كعب ابن مالك عن أبيه أنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها ) رواه مسلم . ويستحب للزوجين أن يتبادلان لعق الأصابع ، فعن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يُلعقها)وعند أحمد وأبي داودفلا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو يُلعقها ) رواه البخاري ومسلم . • حمد الله تعالى بعد الفراغ من طعامه أو شرابه ، وفي ذلك فضل عظيم فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ) رواه مسلم ومن صيغ الحمد : ( الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مودَّعٍ ولا مستغنًى عنه ربنا ) . ( الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفيٍّ ولا مكفور ) . ( الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفيٍّ ولا مكفورٍ . وقال مرة: الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ). رواه البخاري . • احترام النعمة ورفع الساقط من الأكل ، فعن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان.. الحديث ) وفي رواية : ( إن الشيطان يحضُرُ أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضرُه عند طعامه. فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان . فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيِّ طعامه تكون البركة ) رواه مسلم وأحمد . • عدم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة . جاءت الأحاديث بالوعيد الشديد لمن شرب في آنية الذهب والفضة، أو أكل في صحافهما. فعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافهما، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة ) رواه البخاري ومسلم ، وعن أم سلمة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) رواه البخاري ومسلم . • الحذر من الأكل متكئاً، أو منبطحاً على وجهه . فقد ورد النهي عن ذلك ، روى أبو جحيفة أنه قال: ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده لا آكُلُ وأنا متكئٌ ) رواه البخاري . وذلك لأنها من فعل الجبابرة وملوك العجم، وهي جلسة من يريد الإكثار من الطعام. وعن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين؛ عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه ) رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني . • الحذر من عيب الطعام واحتقاره . فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: ( ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، كان إذا اشتهى شيئاً أكله وإن كرهه تركه ) رواه البخاري ومسلم . وعلى الزوج أن يراعي زوجته فلا يعيب الطعام ، خصوصاً في بداية الحياة الزوجية ، وعليه أن يأتي بالأسلو المناسب كأن يقول لو قللتي الملح لو كثرتي ونحو ذلك ... • كراهية التنفس في الإناء، والنفخ فيه فعن أبي قتادة-رضي الله عنه- : ( إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء) رواه البخاري ومسلم . وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه ) رواه الترمذي وغيره . • كراهية الشرب من فيِّ السقاء . فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم القربة أو السقاء وأن يمنع جاره أن يغرز خشبة في جداره ) رواه البخاري . وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فيِّ السقاء ) روه البخاري . • استحباب الكلام على الطعام . مخالفة للعجم فإنها من عاداتهم ، والمشابهة منهيٌ عنها . قال ابن مفلح في الآداب الشرعية : قال إسحاق بن إبراهيم: تعشيت مرة أنا وأبو عبد الله[أحمد بن حنبل] وقرابة له، فجعلنا لا نتكلم وهو يأكل ويقول: الحمد لله وبسم الله، ثم قال: أكلٌ وحمدٌ خيرٌ من أكل وصمت. ولم أجد عن أحمد خلاف هذه الرواية صريحاً، ولم أجدها في كلام أكثر الأصحاب. والظاهر أن أحمد -رحمه الله- اتبع الأثر في ذلك ؛ فإن من طريقته وعادته تحري الاتباع . • كراهية الإكثار من الطعام ، أو الاقلال منه بحيث يضعف الجسم. فعن مقدام ابن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما ملأ آدميٌ وعاءً شراً من بطنٍ، بحسب ابن آدم أُكلاتٌ يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفسه ) رواه البخاري �
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد ...
فقد امتن الله تعالى على عباده فقال : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (26) سورة الأعراف
قال ابن كثير رحمه الله : يمتن الله على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش، فاللباس ستر العورات وهي السوآت، والريش ما يتجمل به ظاهراً، فالأول من الضروريات والريش من التكملات والزيادات .- تفسير ابن كثير 2/217-
فما أنزل الله لنا من أنواع الملبوسات نعمة عظيمة يجب شكرها والتأدب بآدابها ... ونحن نسوق هنا بعضاً من تلك الآداب التي ينبغي التأدب بها ومنها :
1. استحباب لبس الحسن وتطهير اللباس
قال تعالى : ({وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (4) سورة المدثر
ويستحب للمسلم أن يبلس الحسن من ثيابه ويتأكد في المناسبات كالأعياد والجمع واستقبال الوفود وهذا معلوم من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
2. مراعاة الدعاء الوارد في اللباس :
أ- التسمية عند اللبس وحمد الله على هذه النعمة
ب- الدعاء عند لبس الجديد
عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوباً سماه باسمه، إما قميصاً أو عمامة ثم يقول: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك من خيره وخير ما صُنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صُنع له ). رواه الترمذي وصححه الألباني .
ت ـ الدعاء لمن لبس الجديد
يستحب أن يُقال لمن لبس جديداً ( البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً ) . فعن ابن عمر-رضي الله عنهما- ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصاً أبيض، فقال: ثوبك هذا غسيلٌ أم جديدٌ ؟ قال : لا . بل غسيلٌ. قال: البس جديداً، وعش حميداً، ومُت شهيداً ) رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني
3. البدء باليمين في اللباس واليسرى في الخلع .
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمُّن في طُهوره وترجله وتنعله. رواه البخاري ومسلم
4. ستر الثوب اللباس للعورة
من أعظم الآداب أن يستر الرجل وكذلك المرأة ، العورة ولا يبدي سؤته لأحد ، فعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: ( قلت يا رسول الله: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك . قال: قلت : يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يرينها أحدٌ فلا يرينها . قال: قلت يا رسول الله: إذا كان أحدنا خالياً ؟ قال: الله أحق أن يستحيا منه من الناس ) رواه أبو داود و الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني
وعورة الرجل من السرة إلى الركبة. معدا مع زوجته وأمته
والمرأة كلها عورة- إلا عن زوجها- .
وأما محارمها فلهم النظر إلى ما يظهر غالباً كالوجه، واليدين، والشعر، والرقبة ونحو ذلك .
وعورتها مع بنات جنسها من السرة إلى الركبة .
5. الحذر من الإسراف والمبالغة في اللباس
لقد نهانا تعالى عن الإسراف فقال : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف
والإسراف كما يكون في الأكل والشرب يكون كذلك في اللباس ف عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كلوا، واشربوا، وتصدقوا، والبسوا في غير إسرافٍ ولا مخيلة ) رواه والنسائي وابن ماجة وحسنه الألباني
6. تحريم تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال
عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ) وفي لفظ آخر: ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء . وقال أخرجوهم من بيوتكم . قال: فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً، وأخرج عمر فلاناً ) رواه البخاري وغيره
وهذا التشبه يكون في اللباس وغيره ...
7. الحذر من جر الثوب خيلاء .
فقد ورد النهي عن ذلك مما يدل على تحريمه وبين عقوبته وخطره ، فعن أبو هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللا ينظر اللهُ يوم القيامة إلى من جرَّ إزاره بطراً) رواه البخاري ومسلم .
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار ) رواه البخاري
وأما بالنسبة للمرأة فيشرع لها أن تجر كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن جَرَّ ثَوبَهُ خُيلاءَ لَم يَنُظر الله إِليه يَومَ القِيامَة ) فقالت أم سلمة فكيف يصنعن النساء بِذُيولِهِنَّ ؟
قال : ( يُرخِينَ شِبرا ) فقالت : إذا تَنكَشِف أَقدامُهُن ؟قال : ( فَيرخِينَهُ ذِراعاً لا يَزدنَ عَليهِ ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
قال الشيخ الفوزان حفظه الله : " مطلوب من المرأة المسلمة ستر جميع جسمها عن الرجال، ولذلك رخص لها في إرخاء ثوبها قدر ذراع ؛ من أجل ستر قدميها " [ المنتقى 3/451]
8. ألا يكون الثوب ثوب الشهرة .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال في حديث شريك يرفعه قال : ( مَن لَبِس ثَوب شُهرةٍ أَلبَسَهُ الله يَومَ القِيامَة ثَوباً مِثلَهُ رواه أبو داود وابن ماجه وحسنه الألباني
قوله : ( ثوب شهرة ) أي : ثوب تكبر وتفاخر ، والشهرة هي التفاخر في اللباس المرتفع أو المنخفض للغاية ، ولهذا قال ابن القيم هو من الثياب الغالي والمنخفض .
وقال ابن الأثير : " الشهرة ظهور الشئ " والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفته لونه لألوان ثيابهم ، فيرفع الناس إليه أبصارهم ، ويختال عليهم بالعجب والتكبر .
وقال القاضي : " المراد بثوب الشهرة ما لا يحل لبسه ، وإلا لما رتب الوعيد عليه " [ فيض القدير 6/216]
قال ابن تيمية: وتكره الشهرة من الثياب، وهو المترفع الخارج عن العادة، والمنخفض الخارج عن العادة؛ فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين، المترفع والمتخفض، وفي الحديثمن لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة). وخيار الأمور أوساطها . الفتاوى (22/138)
9. التواضع في اللباس
عن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تَرك اللبَاس تَواضُعاً لله وهُو يَقدِر عَليه ، دعاهُ الله يومَ القِيامَة عَلى رُؤوس الخَلائِق يُخَيِره مِن أَي حُلَلِ الإيمَان شَاء يَلبَسُها ) رواه الترمذي وحسنه الألباني
في الحديث : "إشارة إلى أن الجزاء من جنس العمل ، وأن التواضع الفعلي مطلوب كالقولي وهذا من أعظم أنواع التواضع ؛ لأنه مقصور على نفس الفاعل فمقاساته أشق بخلاف التواضع المتعدي ، فإنه خفض الجناح ، وحسن التخلق ، ومزاولته أخف على النفس من هذا لرجوعه لحسن الخلق لكن بزيادة نوع كسر نفس ولين جانب" [ فيض القدير 6/101]
10. أن يكون اللباس خالياً من الصلبان و التصاوير.
فعن عائشة-رضي الله عنها- ( أنها اشترت نُمرُقة فيها تصاوير، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالباب فلم يدخل، فقلتُ أتوب إلى الله مما أذنبت. قال: ما هذه النمرقة ؟ قالت: لتجلس عليها وتوسدها. قال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه الصورة ) رواه البخاري ومسلم
وعن عمران بن حطان أن عائشة -رضي الله عنها- حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه ) رواه البخاري
11. استحباب لبس البياض .
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم... الحديث ) راوه أحمد وأبو داود وغيره وصححه الألباني
12. عدم لبس المعصفر
عن عبد الله بن عمر بن العاص قال: ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين فقال: إن هذه ثياب الكفار فلا تلبسها ) وفي لفظ آخر قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين . فقال: أأمك أمرتك بهذا ؟ قلت: أغسلهما . قال: بل أحرقهما ) رواه مسلم
قوله: ( أأمك أمرتك بهذا ) معناه أن هذا من لباس النساء وزيهن وأخلاقهن، وأما الأمر بإحراقهما فقيل هو عقوبة وتغليظ لزجره وزجر غيره عن مثل هذا الفعل . شرح النووي لمسلم 14/45
13. عدم لبس الضيق والشفاف والمزركش
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صِنْفَان مِن أَهلِ النَّار لَم أَرهُمَا ، قَومٌ مَعَهُم سِياطٌ كَأذنَاب البَقَر يَضرِبُون بِها النَّاس ، ونِساءٌ كاسِيات عَاريَاتٍ مُمِيلاتٍ مَائلاتٍ ، رُؤسُهنَّ كَأسنِمة البُختِ المَائِلة ، لا يَدخُلنَّ الجَنَّة ولا يَجِدنَ رِيحَهَا ، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَد مِن مَسيرَةِ كَذَا وكَذا) رواه مسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد فُسر قوله " كاسيات عاريات " بأن تكتسي ما لا يسترها ، فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية ، مثل أن تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها مثل عجيزتها وساعدها ونحو ذلك ، وإنما كسوة المرأة ما يسترها ، فلا تبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفا واسعا " [ مجموع الفتاوى 22/146]
14. حكم لبس الحرير
يحرم على الرجال دون النساء لبس الحرير ، فعن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله ثم قال: ( إنَّ هذين حرام على ذكور أمتي ) رواه أبو داود(4057) وصححه الألباني
وبين لنا صلى الله عليه وسلم أنه : ( من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة) رواه مسلم
لكن هناك حالات يباح للرجل لبس الحرير :
1- من به مرض مثل الحكة ، فعن أنس-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم : رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميصٍ من حرير من حكةٍ كانت بهما . رواه البخاري ومسلم
2- ويباح له لبسه في الحرب .
3- إذا لم يجد ثوباً إلا ثوب حرير
4- إن كان جزء من الثوب بمقدار أربعة أصابع فما دون لحديث عمر بن الخطاب قال: نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع إصبعين أو ثلاثٍ أو أربعٍ . رواه البخاري ومسلم
15. طيّ الثياب بعد خلعها، وذكر اسم الله عليها عند وضعها أو تعليقها، وعدم إلقائها مبعثرة دون مبالاة.
فعن أنس قال: قال رسول الله : ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله لا إله إلا هو رواه ابن السني.
هذا ما تيسر جمعه هنا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد
آداب النوم
بسم الله الرحمن الرحيم
آداب النوم
أيها الزوجان .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وبعد ...
فإن للنوم آداباً ينبغي عليكما التأدب بها ، وإليكما ما تيسر جمعه من تلك الآداب :
· النوم المبكر وعدم السهر :
يستحب السهر مع الزوجة والأولاد لكن بقدر ، والملاحظ على الكثير يغلو في السهر ، فتراه إلى ساعات متأخرة مما يفوت عليهم الصلاة المفروضة ، وهذا دأب الكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله .
· النوم على طهارة :
فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ) رواه البخاري ومسلم .
فإن حصل جماع وجب الغسل ، ولا بأس بتأخيره ، لكن يستحب الوضوء قبل النوم .
· إطفاء النار والمصابيح قبل النوم .
فعن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أطفئوا المصابيح بالليل إذا رقدتم، وأغلقوا الأبواب ) رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : ( وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا لمصابيح فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت ) رواه البخاري .
وعن ابن عمر-رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون ) رواه البخاري ومسلم
وعلة الأمر بإطفاء النار والمصابيح : هو الخوف من انتشار النار واشتعالها على أهلها، وبُينت هذه العلة في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن الفويسقة [ الفأرة ] ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت ) .
قال القرطبي: في هذا الأحاديث أن الواحد إذا بات ببيت ليس فيه غيره وفيه نار فعليه أن يطفئها قبل نومه أو يفعل بها ما يؤمن معه الاحتراق، وكذا إن كان في البيت جماعة فإنه يتعين على بعضهم وأحقهم بذلك آخرهم نوماً، فمن فرط في ذلك كان للسنة مخالفاً ولأدائها تاركاً . [ فتح الباري ]
· إغلاق الأبواب قبل النوم:
عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ) رواه مسلم .
قال ابن دقيق العيد : في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد ولا سيما الشياطين، وأما قوله: ( فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ) فإشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان عن الاختلاط بالإنسان، وخصه بالتعليل تنبيهاً على ما يخفى مما لا يطلع عليه إلا من جانب النبوة . [ فتح الباري ]
· نفض الفراش قبل الاضطجاع عليه ثلاثاً :
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في نومه، أنه كان ينفض فراشه بداخلة إزاره ثلاثاً قبل اضطجاعه عليه، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ) رواه البخاري ومسلم
وفي رواية : ( إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات) . وعند مسلم : ( فليأخذ إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه ) .
داخلة الإزار: طرفه الداخل الذي يلي جسده ويلي الجانب الأيمن من الرجل إذا ائتزر)
· الاضطجاع على الشق الأيمن ، فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ) رواه البخاري ومسلم .
وفي النوم على الجانب الأيمن فوائد:
منها أنه أسرع إلى الانتباه، ومنها أن القلب متعلق إلى جهة اليمين فلا يثقل بالنوم، ومنها قال ابن الجوزي: هذه الهيئة نص الأطباء على أنها أصلح للبدن، قالوا: يبدأ بالاضطجاع على الجانب الأيمن ساعة ثم ينقلب على الجانب الأيسر، قاله في فتح الباري .
· كراهية النوم على الوجه :
عن طخفة الغفاري أنه كان من أصحاب الصفة، قال: بينا أنا نائم في المسجد من آخر الليل، أتاني آتٍ وأنا نائم على بطني، فحركني برجله فقال: ( قم هذه ضجعة يبغضها الله ) . فرفعتُ رأسي فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قائم على رأسي رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
· كراهية النوم على سطح غير محجر . عن علي بن شيبان ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من بات على ظهر بيتٍ ليس عليه حجاب فقد برئت منه الذمة )
وعند أحمد: ( من بات فوق إجار أو فوق بيت ليس حوله شيءٌ يردُّ رجله فقد برئت منه الذمة...) رواه البخاري في الأدب المفرد . وأحمد
قال فضل الله الجيلاني : أنه يلزم الإنسان أن لا يقصر في مراعاة الأسباب العادية لجلب ما ينفع ودفع ما يضر، وهذا الحديث من أدلة ذلك، فمن بات على سطح لا حجاب عليه فقد قصر في مراعاة الأسباب العادية لاجتناب لاضرر، فإن النائم قد ينقلب في نومه وقد يقوم ولا يزال أثر النوم عليه فيسعى إلى غير الطريق فيسقط، فكان ينبغي له مراعاة الأسباب العادية بأن لا ينام في ذلك الموضع، فإذا نام فقد عرض نفسه للسقوط فيسقط، فمن تعاطى الأسباب العادية وذكر اسم الله تعالى واعتمد عليه فهو في ذمة الله عز وجل، إنا أن يحفظه وإما أن يثيبه على ما أصابه من ضرر بكفارة السيئات أو رفع الدرجات، فإن أصابه ما فيه هلاكه بعد اتخاذ الأسباب فهو شهيد كما ورد في المتردي والغريق ونحوهما، ومن قصّر بعد وسعه لم يكن في ذمة الله عز وجل، فإن أصابه ضرر لم يثب، وإن هلك لم يكن شهيداً، بل يخشى أن يعد قاتلاً نفسه، والله أعلم بالصواب " [ فضل الله الصمد ]
آداب الأكل والشرب
آداب الأكل والشرب ما أجمل الجلوس مع الزوجة والأكل معها وتبادل أطراف الحديث سوياً .... ونحب أن نذكركما هنا ببعض الآداب التي ينبغي مراعاتها ، ومن ذلك : • تناول الطيب والبعد عن الحرام ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (البقرة:172) وفي الحديث : ( أيما جَسَد نَبتَ عَلى السُحتِ فالنَّار أولى به ) • غسل اليدين قبل الطعام . وهو من المستحبات ، فقد يعلق بالأيدي شئ من الأوساخ ونحوها • غسل اليدين بعد الطعام، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاةِ فمضمض وغسل يديه وصلى . رواه أحمد وابن ماجه . • يستحب للجنب أن يتوضأ و يغسل يديه قبل الأكل ، فعن عائشة -رضي الله عنها-: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنباً فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة )، وعند أحمد: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة فإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل كفيه ثم يأكل أو يشرب إن شاء ) رواه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم . • التسمية في ابتداء الأكل والشرب، وحمد الله تعالى بعدهما . من السنة أن يسم الآكل قبل أكل طعامه، ويحمد الله تعالى بعد الفراغ منه. فعن عمر بن أبي سلمة- رضي الله عنهما- قال: كنتُ غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله ،وكل بيمينك،وكل مما يليك. فما زالت تلك طِعمتي بعد) رواه البخاري ومسلم . قال ابن القيم رحمه الله : والتسمية في أول الطعام والشراب، وحمد الله في آخره تأثيرٌ عجيب في نفعه واستمرائه، ودفع مضرته. قال الإمام أحمد: إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل: إذا ذُكر اسم الله في أوله، وحُمد الله في آخره، وكثرت عليه الأيدي، وكان من حِل . زاد المعاد . * إذا نسي الآكل أن يسمِّ الله قبل الطعام ثم ذكر في أثنائه فإنه يقول: ( بسم الله أوله وآخره ) أو ( بسم الله في أوله وآخره ) . رواه أبو داود والترمذي • الأكل والشرب باليد اليمنى والنهي عن الشمال . ففي حديث عمر بن أبي سلمة : ( يا غلام سم الله،وكل بيمينك،وكل مما يليك )رواه البخاري . وعن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال ) رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) رواه مسلم • الأكل مما يلي الآكل . فعن عمر بن أبي سلمة، رضي الله عنه أنه قال أكلت يوماً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلتُ آخذ من لحمٍ حول الصحفة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل مما يليك ) رواه مسلم . • استحباب الأكل من حوالي الصحفة ، دون أعلاها . فعن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل من أعلاها ) . رواه أبو داود • استحباب الأكل بثلاثة أصابع ولعق اليد بعده . من هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يأكل بأصابعه الثلاث، وكان يلعق يده بعد الفراغ من طعامه. فعن كعب ابن مالك عن أبيه أنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها ) رواه مسلم . ويستحب للزوجين أن يتبادلان لعق الأصابع ، فعن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يُلعقها)وعند أحمد وأبي داودفلا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو يُلعقها ) رواه البخاري ومسلم . • حمد الله تعالى بعد الفراغ من طعامه أو شرابه ، وفي ذلك فضل عظيم فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ) رواه مسلم ومن صيغ الحمد : ( الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مودَّعٍ ولا مستغنًى عنه ربنا ) . ( الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفيٍّ ولا مكفور ) . ( الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفيٍّ ولا مكفورٍ . وقال مرة: الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ). رواه البخاري . • احترام النعمة ورفع الساقط من الأكل ، فعن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان.. الحديث ) وفي رواية : ( إن الشيطان يحضُرُ أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضرُه عند طعامه. فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان . فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيِّ طعامه تكون البركة ) رواه مسلم وأحمد . • عدم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة . جاءت الأحاديث بالوعيد الشديد لمن شرب في آنية الذهب والفضة، أو أكل في صحافهما. فعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافهما، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة ) رواه البخاري ومسلم ، وعن أم سلمة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) رواه البخاري ومسلم . • الحذر من الأكل متكئاً، أو منبطحاً على وجهه . فقد ورد النهي عن ذلك ، روى أبو جحيفة أنه قال: ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده لا آكُلُ وأنا متكئٌ ) رواه البخاري . وذلك لأنها من فعل الجبابرة وملوك العجم، وهي جلسة من يريد الإكثار من الطعام. وعن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين؛ عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه ) رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني . • الحذر من عيب الطعام واحتقاره . فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: ( ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، كان إذا اشتهى شيئاً أكله وإن كرهه تركه ) رواه البخاري ومسلم . وعلى الزوج أن يراعي زوجته فلا يعيب الطعام ، خصوصاً في بداية الحياة الزوجية ، وعليه أن يأتي بالأسلو المناسب كأن يقول لو قللتي الملح لو كثرتي ونحو ذلك ... • كراهية التنفس في الإناء، والنفخ فيه فعن أبي قتادة-رضي الله عنه- : ( إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء) رواه البخاري ومسلم . وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه ) رواه الترمذي وغيره . • كراهية الشرب من فيِّ السقاء . فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم القربة أو السقاء وأن يمنع جاره أن يغرز خشبة في جداره ) رواه البخاري . وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فيِّ السقاء ) روه البخاري . • استحباب الكلام على الطعام . مخالفة للعجم فإنها من عاداتهم ، والمشابهة منهيٌ عنها . قال ابن مفلح في الآداب الشرعية : قال إسحاق بن إبراهيم: تعشيت مرة أنا وأبو عبد الله[أحمد بن حنبل] وقرابة له، فجعلنا لا نتكلم وهو يأكل ويقول: الحمد لله وبسم الله، ثم قال: أكلٌ وحمدٌ خيرٌ من أكل وصمت. ولم أجد عن أحمد خلاف هذه الرواية صريحاً، ولم أجدها في كلام أكثر الأصحاب. والظاهر أن أحمد -رحمه الله- اتبع الأثر في ذلك ؛ فإن من طريقته وعادته تحري الاتباع . • كراهية الإكثار من الطعام ، أو الاقلال منه بحيث يضعف الجسم. فعن مقدام ابن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما ملأ آدميٌ وعاءً شراً من بطنٍ، بحسب ابن آدم أُكلاتٌ يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفسه ) رواه البخاري �
الخميس ديسمبر 01, 2022 12:18 pm من طرف hager medhat
» تعرف على أسعار BMW و MINI الجديدة من وكيلها مجموعة جلوبال أوتو للسيارات
الخميس ديسمبر 01, 2022 12:17 pm من طرف hager medhat
» مؤسسة المظلات و السواتر بخصم 30 % | 0500660135 - 0555963931
الخميس ديسمبر 01, 2022 12:00 pm من طرف hager medhat
» شركة عزل خزانات بينبع بخصم 25 % | اتصل الـأن
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:59 am من طرف hager medhat
» شركة تنظيف وتعقيم بينبع البحر بخصم 25% | اتصل الــأان
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:58 am من طرف hager medhat
» نجار بينبع بخصم 25% | اتصل الآن
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:56 am من طرف hager medhat
» أفضل شركة تنظيف وصيانة مكيفات بينبع البحر بخصم 25% | اتصل الــأن
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:54 am من طرف hager medhat
» سباك بينبع بخصم 25 %| اتصل الان
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:53 am من طرف hager medhat
» شركة مكافحة حشرات بينبع بخصم 25 % |شركة خدمات منزلية
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:51 am من طرف hager medhat
» شركة كشف تسربات المياه بينبع بخصم 25%|اتصل الآن
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:47 am من طرف hager medhat
» شركة تنظيف شقق وكنب بينبع بخصم 25% | اتصل الـأن
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:46 am من طرف hager medhat
» شركة نقل عفش بينبع بخصم 50% | اتصل الان
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:44 am من طرف hager medhat
» دينا نقل عفش بالرياض الرياض بخصم 25%| اتصل الآن
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:41 am من طرف hager medhat
» نقل اثاث داخل وخارج الرياض بخصم 25% | اتصل الآن
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:38 am من طرف hager medhat
» شركة تنظيف مكيفات بالرياض بخصم 25 % | الخيول السريعة
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:37 am من طرف hager medhat
» شركة نقل عفش شرق الرياض الخيول السريعة
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:35 am من طرف hager medhat
» شركة الخيول السريعة لنقل العفش
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:34 am من طرف hager medhat
» ونيت نقل عفش بالرياض بخصم 25 % | الخيول السريعة
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:31 am من طرف hager medhat
» شركة نقل اثاث بالرياض بخصم 25%|اتصل الان الخيول السريعة
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:28 am من طرف hager medhat
» شركة تنظيف وتعقيم منازل بالرياض بخصم 25 % | اتصل الان الخيول السريعة
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:26 am من طرف hager medhat
» مظلات سيارات الرياض بخصم 25% | اتصل الآن موقع مظلاتي
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:19 am من طرف hager medhat
» صيانة منازل بالرياض | المملكة للتنظيف |
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:18 am من طرف hager medhat
» افضل شركة تنظيف بالرياض | المملكة للتنظيف |
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:17 am من طرف hager medhat
» افضل شركة صيانة منازل بالرياض | كهربائي | سباك | نجار | المملكة للتنظيف |
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:16 am من طرف hager medhat
» شركة تنظيف بالمزاحمية | المملكة للتنظيف
الخميس ديسمبر 01, 2022 11:10 am من طرف hager medhat
» شركات التنظيف بالرياض بخصم 25 % | المملكة للتنظيف
الخميس ديسمبر 01, 2022 10:54 am من طرف hager medhat
» شركة مكافحة حشرات بالرياض بخصم 25 % | المملكة للتنظيف
الخميس ديسمبر 01, 2022 10:52 am من طرف hager medhat
» شركة مكافحة حشرات بالرياض بخصم 25 % | المملكة للتنظيف
الخميس ديسمبر 01, 2022 10:43 am من طرف hager medhat
» شركة تنظيف مكيفات بالرياض بخصم 25 % | اتصل الان المملكة للتنظيف
الخميس ديسمبر 01, 2022 10:42 am من طرف hager medhat
» افضل شركة تنظيف شقق بالرياض بخصم 25 % | اتصل الان المملكة للتنظيف
الخميس ديسمبر 01, 2022 10:42 am من طرف hager medhat