معنى الثقافه ................

أحمد كمال ابوالرجال: Admin; الساعه الان :
عدد المساهمات : 1530
نقاط : 2428
تاريخ التسجيل : 30/12/2010
العمر : 43

مساهمة رقم 1

معنى الثقافه ................

من طرف أحمد كمال ابوالرجال الإثنين مايو 16, 2011 4:50 pm

الثقافة في اللغة تعني المهارة والتقانة وأحياناً تعني الكياسة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيان معنى الثقافة في اللغة العربية

<BLOCKQUOTE class="postcontent restore">
ربما ظنّ البعض أن الثقافة هي ارتداء بدلةٍ جديدة جميلة متناسقة الألوان ويرتدي عليها الرجل ربطة عنق أو كما يقول المصري - كرفطة- أو الثقافة هو أن يأكل الرجل بالملعقة والسكين وأن لا يأكل بيده لأنها ظاهرة غير حضارية حسْبَ ما يقولون أو......الخ

أخوتي في الله فاقرؤوا الآن ماهو مدلول الثقافة في اللغة العربية وكيف استخدمها القرآن الكريم وجاءت في الاحاديث النبوية وفي كلام الصحابة .

الثقافة في اللغة : من الفعل (ثَقِفَ و ثَقُفَ) (يثْقَفُ و يثقُفُ)...ثقفاً وثقافةً أي بمعنى صار حاذقاً فطناً , والتثقْفُ مصدر الثَّقافة وفِعلُه ثَقِفَ إذا لَزِمَ وثَقِفْتُ الشيءَ وهو سرعةُ تَعَلُّمه , وقَلْبٌ ثَقْفٌ أي سريعُ التعلُّم والتَفَهُّمِ .
وثَقِفٌ وثَقُفٌ حاذِقٌ فَهِم وأَتبعوه فقالوا ثَقْفٌ لَقْفٌ وقال أَبو زيادٍ رجل ثَقْفٌ لَقفٌ رامٍ راوٍ ,و رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقِيفٌ لَقِيف بَيِّنُ الثَّقافةِ واللَّقافة , ورجل ثَقْفٌ لَقْفٌ إذا كان ضابِطاً لما يَحْوِيه قائماً به ويقال ثَقِفَ الشيءَ وهو سُرعةُ التعلم , و ثَقِفْتُ الشيءَ حَذَقْتُه وثَقِفْتُه إذا ظَفِرْتَ به . هذا كله من حيث اللغة وواضح أنه يرادُ بالثقافة سرعة التعلم واللفطنة وما في هذا المعنى.

واستعملت في القرآن الكريم في ستة مواضع بمعنى الحَذْقُ في إدراك الشيئ وفعله , وهي تحمل دلائلها اللغوية بحسب سياق النص لِتُعَبِّر عن حالةٍ معينة في إدراك الشيئ وتحصيل المراد منه , ولم يكن المراد في الاستعمال القرآني لها الإدراك الفكري , وإنما أُريد بها الفعل والحدث - على وجه السرعة- وفق الحكم الشرعي لينتظم فعلُ المسلمين في عملٍ مخصوص بنسقهِ ومواضعه.
قال تعالى:
(وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ )
(فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ)
(إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً )
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا )
(مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا )
إذاً رأينا كيف استعملت في القرآن فهي تدل على الحذق في إدراك الشيئ وفعله.

قال القرطبي يقال: (ثقف يثقف ثقفا وثقفا، ورجل ثقفٌ لقفٌ: إذا كان محكما لما يتناوله من الامور... ..يقال: ثقفته أثقفه ثقفا، أي وجدته . وفلان ثقف لقف أي سريع الوجود لما يحاوله ويطلبه) .

فَعمَّ دلالة ثَقِفَ على كل فعلٍ يدلُ على ذكاء وسرعةِ بديهةٍ في تناول الأمور بالأحكام , فهو سرعة إدراك في أحكام العمل .
قال البيضاوي : ( { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } حيث وجدتموهم في حل أو حرم و أصل الثقف : الحذق في إدراك الشيء علما كان أو عملا فهو يتضمن معنى الغلبة ولذلك استعمل فيها قال :
( فأما تثقفوني فاقتلوني ... فمن أثقف فليس إلى خلود ))

واستعمل الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ ثقف بمعنى التعلم والفهم الذي يكوِّنُ البصيرةالثاقبة بالتعلم والدرس , كما في مسند الإمام أحمد : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ نَقْرَأُ فِينَا الْعَرَبِىُّ وَالْعَجَمِىُّ وَالأَسْوَدُ والأَبْيَضُ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَنْتُمْ فِى خَيْرٍ تَقْرَءُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَسَيَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَثْقَفُونَهُ كَمَا يَثْقَفُونَ الْقِدَحَ يَتَعَجَّلُونَ أُجُورَهُمْ وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهَا ».
والرسول صلى الله عليه وسلم يريد هنا أنهم يتعلمون القرآن ويتفهّمونه بالبحث والتفتيش عن أسراره وعلومه ومكوناته , بالتعلم والدرس , فيُجهدون أنفسهم بالنظر والتفكير , حتى يتأتى لهن الحذق به والبصر الثاقب , فيُشبهُ عملَهم التعليمي والإدراكي بريايشة السهم وعملِ نصله وما يحدثه من إصابةٍ للأشياء وثقبٍ لها ,
لأن القِدحَ هو السهم قبل أن يراش ويُنصل فكذلك أذهانهم قبل أن تتعلّم القرآن وتَدرسه وبتعلمه ودراسته وفهمه يتأتّى لهم الفهم والبصيرة والإلهام.

وكذلك استعمل الصحابة لفظ ثقف بمعنى الفطنة والذكاء والعلم والفهم , عن أمّنا عَائِشَةُ قالت : (فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجَهَازِ ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِى جِرَابٍ ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِى بَكْرٍ قِطْعَةً مَنْ نِطَاقِهَا فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقِ - قَالَتْ - ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِى جَبَلِ ثَوْرٍ فَكَمَنَا فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى بَكْرٍ وَهْوَ غُلاَمٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ ، فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ ، فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلاَّ وَعَاهُ ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلاَمُ ) . وفي موضع آخر قالت (هو غلام شاب لَقِنٌ ثَقِفٌ) , ولقن الكلام هو فهمه . وبابه فَهِمَ , والتلقين كالتفهيم , وامرأةٌ ثِقافٌ : فَطِنةٌ, ويراد به سرعة التعلم بالإدراك والحذق في تحصيل المطلوب على وجهه, وفهمه عِلماً وعملاً.

ــــــــــــــ
ـــــ
ـ</BLOCKQUOTE>