الولادة القيصرية.. متى تكون ضرورية؟

الولادة القيصرية.. متى تكون ضرورية؟

الولادة القيصرية.. متى تكون ضرورية؟




إذا كان الحمل والولادة هما المقدمة الحقيقية لأجمل لقب وأنبله يمكن أن تحصل عليه أية امرأة، وهو لقب «أم»، فيبدو أن ثمة ما بدأ يهدد هذا اللقب وحياة صاحبته. فمسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة قلقون جدًا من تزايد نسبة حالات الولادة القيصرية، والتي بلغت خلال العام الماضي 22% من بين أربعة ملايين حالة ولادة. وإذا أعادت هذه النسبة للأذهان الوضع الذي كانت عليه حالات الولادة سنة 1998، إذ وصلت نسبة الولادات القيصرية إلى 25% فإن المسؤولين حذروا من الآثار الجانبية لمثل هذه الولادات غير الاضطرارية، مثل احتمالات الإصابة بالالتهابات والعدوى والنزيف ومضاعفات التخدير وصولاً إلى الوفاة أحيانًا، هذا إلى جانب احتمالات إصابة الجنين بمشكلات تنفسية بسبب ولادته المبكرة.
ويبدو أن مسؤولي الصحة العامة وجدوا من يناصرهم في حملتهم هذه، وهم أصحاب شركات التأمين الصحي التي اشتكت من كلفة عمليات الولادة القيصرية التي تزيد على كلفة الولادة الطبيعية. هذا إلى جانب رأي الخبراء القائل إن زيادة نسبة الحالات لهذه الطريقة في الولادة عن 15% دلالة على أن ثمة شيئًا خاطئًا وغير سليم.
في المقابل ثمة أصوات تنادي بحق المرضى وحريتهم في اختيار نوع الولادة التي يفضلونها، ويحتمون وراء ما يقوم به بعض الأطباء من تشجيع لاختيار هذا النوع. فقبل سنتين نشرت مجلة «نيو انجلتو» الطبية مقالاً حرره مجموعة من الأطباء في جامعة هارفرد يعترضون عبره على تدخل السلطات في توجيه نوع الولادات وسعيها إلى عدم تجاوز نسبة الولادات القيصرية 15%، مؤكدين أن هذا الأمر من حق المرأة وبالتالي فإن هذه النسبة مرفوضة، وذهب أحدهم إلى القول: «إن النساء يتعرضن للقسوة لمنعهن من اختيار الولادة القيصرية».
هذه الآراء المتناحرة وضعت المرأة فيما يشبه الحيرة، ففي الوقت الذي تعتبر فيه الولادة القيصرية ذات مخاطر قد تؤدي إلى الوفاة أحيانًا، فإنها أيضًا لا تنطوي على آلام المخاض الشديدة والتي تمتد غالبًا إلى 24 ساعة قبل وضع الجنين. واللافت للنظر أن إحدى الدراسات التي أجريت في بريطانيا أظهرت أن 31% من الطبيبات المتخصصات في الولادة يفضلن الولادة القيصرية على الطبيعية. وربما يرجع اختيار الطبيبات هذا إلى إدراكهن إلى المخاطر الجدية التي تتضمنها الولادة الطبيعية وإلى المشكلات الصحية الطويلة الأمد مثل سلاسة خروج الغازات والبول وعدم القدرة على التحكم فيهما، بجانب اضطرار الأطباء أحيانًا إلى استخدام أجهزة معينة لإخراج الجنين مثل (الكلاّب، جهاز شفط الجنين) أو لجوئهم إلى شق فتحة الفرج، إضافة إلى اضطرارهم إلى اتباع العملية القيصرية إذا لم تنجح العملية الطبيعية، وهذا ما يزيد من المخاطر والآثار بعد الولادة.
كما أن النساء اللواتي يلدن بعملية قيصرية يتخوفن من الولادة الطبيعية لاحتمالات تمزق الرحم وما يتبع ذلك من مخاطر حقيقية على الجنين الذي يجب أن يخرج في هذه الحال خلال 17 دقيقة. ولأجل هذا فإن الكلية الأمريكية للنساء والولادة تشترط وجودًا فوريًا للطبيب في أثناء الولادات الطبيعية التي تعقب الولادات القيصرية، وتحذر كذلك من المخاطرة بإجراء هذا النوع من الولادات إذا لم تكن عيادة الطبيب مجهزة تجهيزًا كاملاً.
ويبدو هنا أن الفريق الذي يؤيد الولادة القيصرية وذاك المؤيد للولادة الطبيعية لدى كل منهما ما يعزز وجهة نظره ويدعمها. يقول الدكتور «ديفيد كامبل وولتر» مؤلف كتاب خاص بعلم الولادة: «إننا لا نخبر النساء عن احتمالات إصابة المثانة بالأضرار في أثناء الولادة الطبيعية، كما لا نذكر شيئًا عن الآثار السلبية على العملية الجنسية لتلك الولادات. وفي الوقت نفسه لا شيء يذكر عن الجوانب الإيجابية للولادات القيصرية».
إن الولادة القيصرية ليست ضرورية لكل امرأة على وشك الولادة، فشركات التأمين لا تقوم في بعض الأحيان بتغطية تكاليف الولادة إذا لم تكن مطلبًا طبيًا. لذا فمن الواجب استشارة الطبيب قبل الإقدام عليها، كما يتوجب على المرأة أن تتعرف على المزايا السلبية والإيجابية لكل نوع من أنواع الولادة.[/ceer][cnter][code][center]code][/

متى يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية؟

لندن/ أوضح باحثون بريطانيون أن احتمال إخضاع الحامل لولادة قيصرية بعد بدء مرحلة المخاض يمكن التنبؤ به إذا توفرت أربعة عوامل.
وأول هذه العوامل هي أن تكون الولادة هي الأولى للمرأة مما يرفع إلى 20 مثلا احتمال لجوء الأطباء إلى الولادة القيصرية.

ثانيا عامل السمنة حين تزيد كتلة الجسم عن 30 يرفع ذلك من احتمال الولادة القيصرية إلى ستة أمثال.

وثالث العوامل هو أن طول القامة يخفض قليلا من الاحتمال.

ورابع العوامل هو طول عنق الرحم الذي يكشفه الفحص بالموجات فوق الصوتية.

وقال الباحثون إنه عندما درست تلك العوامل معا اعتبرت صحيحة "بشكل معقول" في التكهن بالحاجة لجراحة قيصرية.
وأوضحوا أن زيادة الطول ومؤشر كتلة الجسم "معروف منذ فترة انهما يلعبان دورا في زيادة احتمال اللجوء للولادة القيصرية، ولكن كان من الصعب تحديد مقدار كل منهما أو الربط بينهما لتقديم نصيحة مفيدة للمرأة.

وأضافوا أن قياس طول عنق الرحم عن طريق الموجات فوق الصوتية ليس من الممارسات الشائعة بين أطباء النساء والولادة.