ديـــــــــسط أون لايــــــن

أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك برجاء كتابه أيميلك صحيح ليصلك رساله عليه للتفعيل الاشتراك منه
شكرا أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) 829894
ادارة المنتدي أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ديـــــــــسط أون لايــــــن

أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك برجاء كتابه أيميلك صحيح ليصلك رساله عليه للتفعيل الاشتراك منه
شكرا أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) 829894
ادارة المنتدي أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) 103798

ديـــــــــسط أون لايــــــن

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لقرية ديسط - طلخا - دقهليه

ترحيب



أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في * الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل moonway فمرحبا به
 
 
 
 
 
 

فيلم ديسط

المواضيع الأخيرة

» مؤشرات البورصة المصرية ترتفع بشكل جماعي خلال بداية تعاملات اليوم الخميس
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 12:18 pm من طرف hager medhat

» تعرف على أسعار BMW و MINI الجديدة من وكيلها مجموعة جلوبال أوتو للسيارات
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 12:17 pm من طرف hager medhat

» مؤسسة المظلات و السواتر بخصم 30 % | 0500660135 - 0555963931
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 12:00 pm من طرف hager medhat

» شركة عزل خزانات بينبع بخصم 25 % | اتصل الـأن
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:59 am من طرف hager medhat

» شركة تنظيف وتعقيم بينبع البحر بخصم 25% | اتصل الــأان
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:58 am من طرف hager medhat

» نجار بينبع بخصم 25% | اتصل الآن
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:56 am من طرف hager medhat

» أفضل شركة تنظيف وصيانة مكيفات بينبع البحر بخصم 25% | اتصل الــأن
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:54 am من طرف hager medhat

» سباك بينبع بخصم 25 %| اتصل الان
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:53 am من طرف hager medhat

» شركة مكافحة حشرات بينبع بخصم 25 % |شركة خدمات منزلية
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:51 am من طرف hager medhat

» شركة كشف تسربات المياه بينبع بخصم 25%|اتصل الآن
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:47 am من طرف hager medhat

» شركة تنظيف شقق وكنب بينبع بخصم 25% | اتصل الـأن
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:46 am من طرف hager medhat

» شركة نقل عفش بينبع بخصم 50% | اتصل الان
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:44 am من طرف hager medhat

» دينا نقل عفش بالرياض الرياض بخصم 25%| اتصل الآن
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:41 am من طرف hager medhat

» نقل اثاث داخل وخارج الرياض بخصم 25% | اتصل الآن
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:38 am من طرف hager medhat

» شركة تنظيف مكيفات بالرياض بخصم 25 % | الخيول السريعة
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:37 am من طرف hager medhat

» شركة نقل عفش شرق الرياض الخيول السريعة
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:35 am من طرف hager medhat

» شركة الخيول السريعة لنقل العفش
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:34 am من طرف hager medhat

» ونيت نقل عفش بالرياض بخصم 25 % | الخيول السريعة
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:31 am من طرف hager medhat

» شركة نقل اثاث بالرياض بخصم 25%|اتصل الان الخيول السريعة
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:28 am من طرف hager medhat

» شركة تنظيف وتعقيم منازل بالرياض بخصم 25 % | اتصل الان الخيول السريعة
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:26 am من طرف hager medhat

» مظلات سيارات الرياض بخصم 25% | اتصل الآن موقع مظلاتي
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:19 am من طرف hager medhat

» صيانة منازل بالرياض | المملكة للتنظيف |
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:18 am من طرف hager medhat

» افضل شركة تنظيف بالرياض | المملكة للتنظيف |
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:17 am من طرف hager medhat

» افضل شركة صيانة منازل بالرياض | كهربائي | سباك | نجار | المملكة للتنظيف |
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:16 am من طرف hager medhat

» شركة تنظيف بالمزاحمية | المملكة للتنظيف
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 11:10 am من طرف hager medhat

» شركات التنظيف بالرياض بخصم 25 % | المملكة للتنظيف
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 10:54 am من طرف hager medhat

» شركة مكافحة حشرات بالرياض بخصم 25 % | المملكة للتنظيف
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 10:52 am من طرف hager medhat

» شركة مكافحة حشرات بالرياض بخصم 25 % | المملكة للتنظيف
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 10:43 am من طرف hager medhat

»  شركة تنظيف مكيفات بالرياض بخصم 25 % | اتصل الان المملكة للتنظيف
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 10:42 am من طرف hager medhat

» افضل شركة تنظيف شقق بالرياض بخصم 25 % | اتصل الان المملكة للتنظيف
أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Emptyالخميس ديسمبر 01, 2022 10:42 am من طرف hager medhat

.: عدد زوار المنتدى :.


5 مشترك

    أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض)

    AHMED HAMODA
    AHMED HAMODA
    Admin
    Admin


    الساعه الان :
    ذكر عدد المساهمات : 860
    نقاط : 1425
    تاريخ التسجيل : 20/12/2010
    العمر : 31

    . أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض)

    مُساهمة من طرف AHMED HAMODA الجمعة يناير 06, 2012 5:37 pm

    لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :

    فقد طالعتنا بعض صحفنا المحلية خلال الأسابيع الماضية بمسألة تعتبر من المسائل الشرعية ، وقد أبدى فيها بعض المشايخ الأفاضل آراءهم حولها ، وكم كنا نرجو أن يذكروا لنا مستندهم الشرعي فيما ذهبوا إليه من جواز تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم الدينية، وذلك من خلال تراث فقهنا الإسلاميّ الثريّ .

    وللحديث عن هذه المسألة فإنه ينبغي أن نلقي الضوء على عدة أمور :

    أولاً : معنى التهنئة ومدلولها:

    اتفق أهل اللغة على أن التهنئة ضد التعزية ، قال العلامة البجيرمي : "التهنئة ضد التعزية فهي الدعاء بعد السرور , والتعزية حمل المصاب على الصبر بوعد الأجر والدعاء له" .

    والسنّة مضت على أن التهنئة والبشارة تكون بين الناس على قدر المودة بينهم في المعرفة والخلطة والممازجة ، بخلاف تحية السلام مثلاً ، فإنها مشروعة على من عرفناه ومن لم نعرفه من المسلمين ، كما قال العلامة ابن الحاج المالكي .

    ثانياً : هل هذه المسألة حديثة معاصرة ؟

    قد نظن أن هذه المسألة من المسائل العصرية الحديثة التي لا وجود لها في تراث فقهنا الإسلامي ، ولكن يظهر لنا عند تصفح المراجع الفقهية المعتمدة خلاف ما كنا نظن ، ونجد أن أهل العلم قد تكلموا عنها باستفاضة ، فجزاهم الله عنا كل خير ، وبالتالي ليس هناك أي داع لطرح فتاوى جديدة في هذا الشأن تُلغي ما قرره علماؤنا في هذه المسألة بعلم وإتقان .

    ثالثاً : مذهب أهل العلم في هذه المسألة :

    سأقتصر على أهم ما ذكره أهل العلم من المذاهب السنية الأربعة في هذه المسألة سالكاً سبيل الاختصار :

    1.مذهب السادة الحنفية :

    (قال أبو حفص الكبير رحمه الله : لو أن رجلا عبد الله تعالى خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز وأهدى إلى بعض المشركين بيضة يريد تعظيم ذلك اليوم فقد كفر وحبط عمله وقال صاحب الجامع الأصغر إذا أهدى يوم النيروز إلى مسلم آخر ولم يرد به تعظيم اليوم ولكن على ما اعتاده بعض الناس لا يكفر ولكن ينبغي له أن لا يفعل ذلك في ذلك اليوم خاصة ويفعله قبله أو بعده لكي لا يكون تشبيها بأولئك القوم , وقد قال صلى الله عليه وسلم { من تشبه بقوم فهو منهم } وقال في الجامع الأصغر رجل اشترى يوم النيروز شيئا يشتريه الكفرة منه وهو لم يكن يشتريه قبل ذلك إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما تعظمه المشركون كفر , وإن أراد الأكل والشرب والتنعم لا يكفر)ا.هـ

    البحر الرائق شرح كنز الدقائق للعلامة ابن نجيم (8/555)

    2.مذهب السادة المالكية :

    ( فصل ) في ذكر بعض مواسم أهل الكتاب فهذا بعض الكلام على المواسم التي ينسبونها إلى الشرع وليست منه وبقي الكلام على المواسم التي اعتادها أكثرهم وهم يعلمون أنها مواسم مختصة بأهل الكتاب فتشبه بعض أهل الوقت بهم فيها وشاركوهم في تعظيمها يا ليت ذلك لو كان في العامة خصوصا ولكنك ترى بعض من ينتسب إلى العلم يفعل ذلك في بيته ويعينهم عليه ويعجبه منهم ويدخل السرور على من عنده في البيت من كبير وصغير بتوسعة النفقة والكسوة على زعمه بل زاد بعضهم أنهم يهادون بعض أهل الكتاب في مواسمهم ويرسلون إليهم ما يحتاجونه لمواسمهم فيستعينون بذلك على زيادة كفرهم ويرسل بعضهم الخرفان وبعضهم البطيخ الأخضر وبعضهم البلح وغير ذلك مما يكون في وقتهم وقد يجمع ذلك أكثرهم , وهذا كله مخالف للشرع الشريف .

    ومن العتبية قال أشهب قيل لمالك أترى بأسا أن يهدي الرجل لجاره النصراني مكافأة له على هدية أهداها إليه قال ما يعجبني ذلك قال الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } الآية قال ابن رشد رحمه الله تعالى قوله مكافأة له على هدية أهداها إليه إذ لا ينبغي له أن يقبل منه هدية ; لأن المقصود من الهدايا التودد لقول النبي صلى الله عليه وسلم { تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء } , فإن أخطأ وقبل منه هديته وفاتت عنده فالأحسن أن يكافئه عليها حتى لا يكون له عليه فضل في معروف صنعه معه . وسئل مالك رحمه الله عن مؤاكلة النصراني في إناء واحد قال تركه أحب إلي ولا يصادق نصرانيا قال ابن رشد رحمه الله الوجه في كراهة مصادقة النصراني بين ; لأن الله عز وجل يقول { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } الآية .

    فواجب على كل مسلم أن يبغض في الله من يكفر به ويجعل معه إلها غيره ويكذب رسوله صلى الله عليه وسلم , ومؤاكلته في إناء واحد تقتضي الألفة بينهما والمودة فهي تكره من هذا الوجه وإن علمت طهارة يده .

    ومن مختصر الواضحة سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له . قال وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له . ورآه من تعظيم عيده وعونا له على مصلحة كفره . ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من دينهم ; لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك , وهو قول مالك وغيره لم أعلم أحدا اختلف في ذلك انتهى .

    ويمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث { من تشبه بقوم فهو منهم } ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به . وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود إن محمدا يريد أن لا يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . وقد جمع هؤلاء بين التشبه بهم فيما ذكر والإعانة لهم على كفرهم فيزدادون به طغيانا إذ أنهم إذا رأوا المسلمين يوافقونهم أو يساعدونهم , أو هما معا كان ذلك سببا لغبطتهم بدينهم ويظنون أنهم على حق وكثر هذا بينهم . أعني المهاداة حتى إن بعض أهل الكتاب ليهادون ببعض ما يفعلونه في مواسمهم لبعض من له رياسة من المسلمين فيقبلون ذلك منهم ويشكرونهم ويكافئونهم . وأكثر أهل الكتاب يغتبطون بدينهم ويسرون عند قبول المسلم ذلك منهم ; لأنهم أهل صور وزخارف فيظنون أن أرباب الرياسة في الدنيا من المسلمين هم أهل العلم والفضل والمشار إليهم في الدين وتعدى هذا السم لعامة المسلمين فسرى فيهم فعظموا مواسم أهل الكتاب وتكلفوا فيها النفقة..) ا.هـ

    المدخل للعلامة ابن الحاج المالكي (2/46-48)

    3.مذهب السادة الشافعية :

    قال الإمام الدَّمِيري رحمه الله تعالى في (فصل التعزير) :
    (تتمة : يُعزّر من وافق الكفار في أعيادهم ، ومن يمسك الحية ، ومن يدخل النار ، ومن قال لذمي : يا حاج ، ومَـنْ هَـنّـأه بِـعِـيـدٍ ، ومن سمى زائر قبور الصالحين حاجاً ، والساعي بالنميمة لكثرة إفسادها بين الناس ، قال يحيى بن أبي كثير : يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة) ا.هـ

    النجم الوهاج في شرح المنهاج للعلامة الدَّمِيري (9/244) ، وكذا قال العلامة الخطيب الشربيني في مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (4/191) .

    وقال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله تعالى في ( باب الردة ) :
    (ثم رأيت بعض أئمتنا المتأخرين ذكر ما يوافق ما ذكرته فقال : ومن أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه بأكلهم والهدية لهم وقبول هديتهم فيه وأكثر الناس اعتناء بذلك المصريون وقد قال صلى الله عليه وسلم { من تشبه بقوم فهو منهم } بل قال ابن الحاج لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانيا شيئا من مصلحة عيده لا لحما ولا أدما ولا ثوبا ولا يعارون شيئا ولو دابة إذ هو معاونة لهم على كفرهم وعلى ولاة الأمر منع المسلمين من ذلك ومنها اهتمامهم في النيروز بأكل الهريسة واستعمال البخور في خميس العيدين سبع مرات زاعمين أنه يدفع الكسل والمرض وصبغ البيض أصفر وأحمر وبيعه والأدوية في السبت الذي يسمونه سبت النور وهو في الحقيقة سبت الظلام ويشترون فيه الشبث ويقولون إنه للبركة ويجمعون ورق الشجر ويلقونها ليلة السبت بماء يغتسلون به فيه لزوال السحر ويكتحلون فيه لزيادة نور أعينهم ويدهنون فيه بالكبريت والزيت ويجلسون عرايا في الشمس لدفع الجرب والحكة ويطبخون طعام اللبن ويأكلونه في الحمام إلى غير ذلك من البدع التي اخترعوها ويجب منعهم من التظاهر بأعيادهم) ا.هـ

    الفتاوى الفقهية الكبرى لللعلامة ابن حجر الهيتمي (4/238-239)

    4.مذهب السادة الحنابلة :

    (( و ) يكره ( التعرض لما يوجب المودة بينهما ) لعموم قوله تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } الآية .
    ( وإن شمته كافر أجابه ) ; لأن طلب الهداية جائز للخبر السابق .
    ( ويحرم تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم ) ; لأنه تعظيم لهم أشبه السلام .
    ( وعنه تجوز العيادة ) أي : عيادة الذمي ( إن رجي إسلامه فيعرضه عليه واختاره الشيخ وغيره ) لما روى أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديا , وعرض عليه الإسلام فأسلم فخرج وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه بي من النار } رواه البخاري ولأنه من مكارم الأخلاق .
    ( وقال ) الشيخ ( ويحرم شهود عيد اليهود والنصارى ) وغيرهم من الكفار ( وبيعه لهم فيه ) . وفي المنتهى : لا بيعنا لهم فيه ( ومهاداتهم لعيدهم ) لما في ذلك من تعظيمهم فيشبه بداءتهم بالسلام .
    ( ويحرم بيعهم ) وإجارتهم ( ما يعملونه كنيسة أو تمثالا ) أي : صنما ( ونحوه ) كالذي يعملونه صليبا ; لأنه إعانة لهم على كفرهم . وقال تعالى { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } ( و ) يحرم ( كل ما فيه تخصيص كعيدهم وتمييز لهم وهو من التشبه بهم , والتشبه بهم منهي عنه إجماعا ) للخبر ( وتجب عقوبة فاعله )) ا.هـ

    كشف القناع عن متن الإقناع للعلامة البهوتي (3/131)

    وقال فضيلة الشيخ علي محفوظ الأزهري رحمه الله تعالى :

    (مما ابتلي به المسلمون وفشا بين العامة والخاصة مشاركة أهل الكتاب من اليهود والنصارى في كثير من مواسمهم كاستحسان كثير من عوائدهم ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود أن محمداً يريد ألا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه .. فانظر هذا مع ما يقع من الناس اليوم من العناية بأعيادهم وعاداتهم ، فتراهم يتركون أعمالهم من الصناعات والتجارات والاشتغال بالعلم في تلك المواسم ويتخذونها أيام فرح وراحة يوسعون فيها على أهليهم ويلبسون أجمل الثياب ويصبغون فيها البيض لأولادهم كما يصنع أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، فهذا وما شاكله مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم" قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال " فمن غيرهم" رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .. فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشئوم ويمنع عياله وأهله وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم والفاسقين في أماكنهم ويظفر بإحسان الله ورحمته)ا.هـ

    باختصار من كتاب الإبداع في مضار الإبتداع ص 274-276

    ولذا لا نتعجب بعد هذا كله أن ينقل الإمام المحقق ابن القيم الجوزية الإتفاق على حرمة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم حيث قال رحمه الله تعالى :

    (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .

    وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ، وقد كان أهل الورع من اهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعا لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيراً ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك وبالله التوفيق) ا.هـ

    أحكام أهل الذمة (1/441-442)

    يُضاف إلى ذلك ما ذكره الإمام ابن القاسم من أنه لم يعلم أن أحداً اختلف في ذلك ، وخلال بحثي القاصر في المراجع الفقهية لم أجد أحداً تساهل في هذه المسألة ، بل وجدت الأمر على العكس تماماً ، حيث يذكر كثير من الفقهاء هذه المسألة في أبواب التعزير والردة !

    والخلاصة المستفادة من كلام أهل العلم في حكم التهنئة أنها إن كانت مع تعظيم فإنه يُخشى على صاحبها الكفر والعياذ بالله ، أما إن كانت من غير تعظيم فإنها مُحرمة تقتضي التعزير لما فيها من مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم ولكونها ذريعة إلى تعظيم شعائرهم وإقرار دينهم .

    رابعاً : عـلام نـهـنئ الآخر ، وكيف سندعوهم ؟

    ينبغي أن يتبادر إلى أذهاننا سؤال في غاية الأهمية ، وهو علام نهنئ ؟ وهل نعلم حقيقة ما نهنئ به الآخرين ؟

    إن مَن نهنئهم يُجددون ذكرى مولد المسيح عيسى عليه السلام ، الذي يعتبرونه رباً ! وابناً للرب ! وثالث ثلاثة !

    معاشر القراء ألا تصادم هذه العقيدةُ الخطيرة عقيدةَ التوحيد التي من أجلها بعث الله تعالى جميع الأنبياء والرسل ومن بينهم عيسى عليه السلام !

    أنتبادل بطاقات التهاني وعبارات التبريكات مع من قال الواحد الأحد فيهم :
    (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً*لقد جئتم شيئاً إداً*تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً*أن دعوا للرحمن ولداً*وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً*إن كلّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً*لقد أحصاهم وعدّهم عدّا*وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً) ! [سورة مريم:88-95]

    أنتبادل بطاقات التهاني وعبارات التبريكات مع أناس شتموا الله سبحانه وتعالى ، حيث جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (4482) عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

    (قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه أياي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا) !

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
    (قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد ، لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفأ أحد) ! [رواه الإمام البخاري في صحيحه (4974-4975)]

    وإذا كنا قد وصلنا إلى هذا الحال ، فكيف سندعو الآخرين إلى خاتمة الأديان ، وفي الوقت ذاته نحن نبارك لهم أعيادهم ونشاركهم في مواسمهم الدينية بالهدايا وبطاقات التهاني ؟ وأين نذهب بالشعيرة العظيمة التي هي السبب في خيريتنا بين الأمم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" !

    ولا أدري هل تبنينا لموقف التهنئة مثلاً يجعل الآخرين ينظرون إلينا نظرة مغايرة أم أنهم لا يعيروننا أي اهتمام سواء خضعنا لمراسمهم أم لم نخضع !

    حقيقة إن التساهل في مثل هذه القضايا الشرعية سوف يُخرج أمتنا الإسلامية عن أصالتها ، وسيجهز على هويتها-على الأقل المتبقية منها-، وسيجعلها تنصهر في المناهج الأخرى ، وسيجعل شبابنا يتبعونهم حذو القذة بالقذة حتى في معتقداتهم الدينية فضلاً عن عاداتهم وتقاليدهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    ولا يخفى على العاقل المنصف أن ديننا الإسلامي قد ضرب أروع الأمثلة في سماحته ويسره وحسن تعامله مع أهل الذمة طوال القرون السالفة بشهادة المخالفين قبل الموافقين ، لكن واقع المذلّة وحال الهوان الذي أصاب كيان الأمة الإسلامية جعلها تتخلى شيئاً فشيئاً عن ثوابتها الراسخة في سبيل إرضاء الآخر ، ونتناسى ما حسمه الله تعالى قبل 14 قرناً من الآن حين قال : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) [سورة البقرة:120].

    والله نسأل أن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية وأن يأخذ بنواصينا إلى البر والتقوى ويهدينا الصراط المستقيم .


    ****
    رآى حزب النور
    كتبت . رانيا نور
    | أخر تحديث: 29/12/2011 03:20 م |
    5502
    أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) Reading-2
    |



    تصدر
    مانشيت رئيسى لصحيفة " بديعوت احرونوت " الإسرائيلية اليوم تصريح لحزب
    النور انه لا يجوز تهنئة المسحيين بأعيادهم لأنها ضد الشريعة و العقائد
    الإسلامية مما أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التصريحات
    صحيحة ام لا ، و قد اجرب بوابة الشباب اتصالا هاتفيا مع نادر بكار المتحدث
    الرسمى بإسم حزب النور لنعرف منه حقيقة هذه التصريحات فقال :


    أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) ND_29_12_2011_20_49



    الحقيقة ان حزب النور له وجهة نظر واضحة فى تلك المسألة و هى انه يجوز
    تهنئة الإخوة الأقباط من جيراننا و أصدقاءنا و شركاءنا فى الوطن
    بالمناسبات الشخصية و الإجتماعية كالأفراح و النجاح و غيرها ، اما
    المناسبات الدينية و العقائدية كرأس السنة و عيد الميلاد المجيد فلا يجوز
    التهنئة بها لأنها من الأساس تخالف الشريعة الإسلامية ، فنحن لا نؤمن بما
    يؤمنون به و بالتالى لابد آلا نهنىء عليه ، ثم إذا كان المسيحيون أنفسهم
    ينقسمون الى عدة فصائل لكل فصيلة منهم عيد و مناسبة خاصة بها نظرا لإختلاف
    عقيدة كل واحدة عن الأخرى وبالتالى لا تهنىء كل فصيلة الأخرى فى مناسباتها ،
    فمن باب أولى آلا نهنئهم نحن .



    و لكننا نعترف لهم انهم اصحاب حق فى هذا الوطن و شركاء فيه بالبر و العدل و
    أكبر دليل على ذلك انخراط شباب حزب الور و شباب السلفيين فى تأمين الكنائس
    المصرية اثناء صلوات الأخوة الأقباط ليلة رأس السنة من أى خطر يهددها .


    **********
    الشيخ القرضاوى
    أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض) 31_12_11_12_29_395482_254046681339115_103622369714881_508339_1381167625_n


    أعلن الدكتور يوسف القرضاوي عبر موقعه الرسمي علي الشبكة العنكبوتية فتوي تفيد أن تهنئة النصاري" المسيحين " من البر.


    و ذكر الموقع الرسمي للقرضاوي الأتي :
    تلقى فضيلة العلامة الدكتور يوسف
    القرضاوي استفسارا من أحد القراء يسأل فيه عن طبيعة العلاقة بين المسلمين
    وغير المسلمين في المجتمعات الإسلامية، وهو ما يعبر عنه بقضية العلاقة بين
    (الأقليات الدينية) في المجتمع المسلم: هل هي علاقة السلم أم الحرب؟ وما
    إذا كان من الجائز للمسلم مودتهم وتهنئتهم في أعيادهم؟



    وقد أجاب فضيلته على السائل بقوله:


    يعد
    تَغيُّر الأوضاع الاجتماعية والسياسية أمر واقع تقتضيها سنَّة التطور،
    وكثير من الأشياء والأمور لا تبقى جامدة على حال واحدة، بل تتغير وتتغير
    نظرة الناس إليها. ومن ذلك، قضية غير المسلمين في المجتمع الإسلامي (أهل
    الذمة)، وهو ما يعبر عنه بقضية العلاقة بين (الأقليات الدينية) في
    المجتمعات الإسلامية. هذه قضايا أصبح لها في العالم شأن كبير، ولا يسعنا أن
    نبقى على فقهنا القديم كما كان في هذه القضايا ومراعاة تغيّر الأوضاع
    العالمية، هو الذي جعلني أخالف شيخ الإسلام ابن تيمية في تحريمه تهنئة
    النصارى وغيرهم بأعيادهم، وأجيز ذلك إذا كانوا مسالمين للمسلمين، وخصوصا من
    كان بينه وبين المسلم صلة خاصة، كالأقارب والجيران في المسكن، والزملاء في
    الدراسة، والرفقاء في العمل ونحوها، وهو من البر الذي لم ينهنا الله عنه.
    بل يحبه كما يحب الإقساط إليهم {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
    [الممتحنة:8]. ولا سيّما إذا كانوا هم يهنئون المسلمون بأعيادهم، والله
    تعالى يقول: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ
    مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (النساء:86).



    يجب أن
    نراعي هنا مقاصد الشارع الحكيم، وننظر إلى النصوص الجزئية في ضوء المقاصد
    الكلية، ونربط النصوص بعضها ببعض، وها هو القرآن يقول:{لا يَنْهَاكُمُ
    اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ
    يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ
    إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8]. فهذا هو الأصل، وهو
    الدستور.
    وإذا وجدنا أهل الذمة اليوم يتأذون من هذه الكلمة (أهل الذمة). ويقولون: لا
    نريد أن نُسمّى أهل الذمة، بل نريد أن نُسمّى (مواطنين). فبماذا نجيبهم؟



    وجوابنا:
    أن الفقهاء المسلمين جميعا قالوا: إن أهل الذمة من أهل دار الإسلام، ومعنى
    ذلك بالتعبير الحديث أنهم: (مواطنون)، فلماذا لا نتنازل عن هذه الكلمة
    (أهل الذمة) التي تسوءهم، ونقول: هم (مواطنون)، في حين أن سيدنا عمر رضي
    الله عنه تنازل عما هو أهم من كلمة الذمة؟! تنازل عن كلمة (الجزية)
    المذكورة في القرآن، حينما جاءه عرب بني تغلب، وقالوا له: نحن قوم عرب نأنف
    من كلمة الجزية، فخذ منا ما تأخذ باسم الصدقة ولو مضاعفة، فنحن مستعدون
    لذلك. فتردد عمر في البداية. ثم قال له أصحابه: هؤلاء قوم ذوو بأس، ولو
    تركناهم لالتحقوا بالروم، وكانوا ضررًا علينا، فقبل منهم.



    فالأحكام
    تدور على المسميات والمضامين لا على الأسماء والعناوين، ولا بد أن ننظر في
    قضايا غير المسلمين نظرات جديدة، وأن نرجح فقه التيسير، وفقه التدرج في
    الأمور؛ مراعاة لتَغيُّر الأوضاع.



    إن
    كثيرا من المشايخ أو العلماء، يعيشون في الكتب، ولا يعيشون في الواقع، بل
    هم غائبون عن فقه الواقع، أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرؤوا
    كتاب الحياة، كما قرؤوا كتب الأقدمين.



    ولهذا تأتي فتواهم، وكأنها خارجة من المقابر!


    والله أعلم
    هبه اشرف
    هبه اشرف
    عضو مميز
    عضو مميز


    الساعه الان :
    عدد المساهمات : 101
    نقاط : 171
    تاريخ التسجيل : 18/07/2011
    العمر : 25

    . رد: أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض)

    مُساهمة من طرف هبه اشرف الجمعة يناير 06, 2012 5:48 pm

    قرأت عل بعض مواقع الانترنت فتوى للعلامة القرضاوي وغيره تجيز تهنئتهم، فما ردكم عليه ؟


    نص الفتوى:





    المجيزون لتهنئة النصارى بأعيادهم:





    يرى جمهور من المعاصرين جواز تهنئة النصارى بأعيادهم ومن هؤلاء الدكتور
    الشيخ العلامة يوسف القرضاوي حيث يرى أن تغير الأوضاع العالمية، هو الذي
    جعلني أخالف شيخ الإسلام ابن تيمية في تحريمه تهنئة النصارى وغيرهم
    بأعيادهم، وأجيز ذلك إذا كانوا مسالمين للمسلمين، وخصوصا من كان بينه وبين
    المسلم صلة خاصة، كالأقارب والجيران في المسكن، والزملاء في الدراسة،
    والرفقاء في العمل ونحوها، وهو من البر الذي لم ينهنا الله عنه. بل يحبه
    كما يحب الإقساط إليهم "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" الممتحنة.
    ولا سيّما إذا كانوا هم يهنئون المسلمون بأعيادهم، والله تعالى يقول:
    "وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ
    رُدُّوهَا" النساء86.




    وكذلك أجاز التهنئة المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء خاصة إن كانوا غير
    محاربين، ولخصوصية وضع المسلمين كأقلية في الغرب، وبعد استعراض الأدلة خلص
    المجلس لما يلي:لا مانع إذن أن يهنئهم الفرد المسلم، أو المركز الإسلامي
    بهذه المناسبة، مشافهة أو بالبطاقات التي لا تشتمل على شعار أو عبارات
    دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام مثل ( الصليب ) فإن الإسلام ينفي فكرة
    الصليب ذاتها ((وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)) النساء : 156.




    والكلمات المعتادة للتهنئة في مثل هذه المناسبات لا تشتمل على أي إقرار لهم
    على دينهم، أو رضا بذلك، إنما هي كلمات مجاملة تعارفها الناس.




    ولا مانع من قبول الهدايا منهم، ومكافأتهم عليها، فقد قبل النبي صلى الله
    عليه وسلم هدايا غير المسلمين مثل المقوقس عظيم القبط بمصر وغيره، بشرط ألا
    تكون هذه الهدايا مما يحرم على المسلم كالخمر ولحم الخنزير. ويمكنكم
    متابعة تفاصيل رأيهم في هذه الفتوى : تهنئة غير المسلمين بأعيادهم: الحكم
    والضوابط




    ومن المجيزين أيضا وبكن مع وضع ضوابط شرعية كأن لا تحتوى التهنئة على
    مخالفات شرعية كتقديم الخمور هدية، فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح
    الله سعيد -أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر ويمكن مراجعة فتواه
    في الرابط التالي:ضوابط تهنئة النصارى بأعيادهم.




    وأجاز التهنئة من باب حق الجوار الأستاذ الدكتور محمد السيد دسوقي -أستاذ
    الشريعة بجامعة قطر، وأجازها من قبيل المجاملة وحسن العشرة فضيلة الشيخ
    مصطفى الزرقا رحمه الله فقال: إنّ تهنئةَ الشّخص المُسلِم لمعارِفه
    النّصارَى بعيدِ ميلاد المَسيح ـ عليه الصّلاة والسلام ـ هي في نظري من
    قَبيل المُجاملة لهم والمحاسَنة في معاشرتهم، ويمكن مراجعة ذلك في الفتوى
    التالية: تهنئة النصارى بعيد الميلاد وطباعة بطاقات التهنئة.




    وأجاز الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله زيارة غير المسلم وتهنئته بالعيد
    واستشهد بأن النبي –صلى الله عليه وسلم- عاد غلاما يهوديا، ودعا للإسلام
    فأسلم، وأجاز الشيخ أحمد الشرباصي رحمه الله مشاركة النصارى في أعياد
    الميلاد بشرط ألا يكون على حساب دينه، وكذلك فضيلة الشيخ عبد الله بن بية
    نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أجاز ذلك، وطالب المسلمين بأن
    تتسع صدورهم في المسائل الخلافية.

    محمد احمد دسوقى
    محمد احمد دسوقى
    عضو ذهبى
    عضو ذهبى


    الساعه الان :
    عدد المساهمات : 208
    نقاط : 413
    تاريخ التسجيل : 04/05/2011

    . رد: أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض)

    مُساهمة من طرف محمد احمد دسوقى الجمعة يناير 06, 2012 5:56 pm

    الحمد لله الذى قبل من عباده بالقليل من العمل وتجاوز عنهم فى الكثير من الذلل

    والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

    سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

    امابعـــــــــــــــــد.....

    سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
    عن حُـكم تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) ؟
    وكيف نردّ عليهم إذا هنئونا به ؟
    وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يُقيمونها بهذه المناسبة ؟
    وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكِر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب ؟
    وهل يجوز التّشبّه بهم في ذلك ؟

    فأجاب - رحمه الله - :

    تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق
    ، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة ، حيث
    قال : وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن
    يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد
    ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن
    تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من
    التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا
    قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبد بمعصية
    أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه . انتهى كلامه - رحمه
    الله - .
    وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها
    ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضىً به لهم ،
    وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى
    بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره ؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك ، كما قال
    تعالى : ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى
    لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) . وقال تعالى :
    (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
    وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا
    مشاركين للشخص في العمل أم لا .

    وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك ، لأنها ليست بأعياد لنا ،
    ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم ، وإما
    مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلى الله عليه
    وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ
    دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
    وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

    وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ،
    أو تبادل الهدايا ، أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال
    ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب
    الجحيم " : مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من
    الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء . انتهى كلامه
    - رحمه الله - .
    ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مُجاملة أو تَودّداً أو
    حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المُداهنة في دين الله ، ومن أسباب
    تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم .

    والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم . إنه قويٌّ عزيز .
    avatar
    اسامة اسماعيل سرور
    عضو مميز
    عضو مميز


    الساعه الان :
    ذكر عدد المساهمات : 70
    نقاط : 107
    تاريخ التسجيل : 19/09/2011
    العمر : 66
    الموقع : القاهرة

    . و لكم فى رسول الله اسوة حسنة

    مُساهمة من طرف اسامة اسماعيل سرور الجمعة يناير 06, 2012 11:40 pm

    يؤسس القرآن الكريم لفلسفة إسلامية متميزة في رؤية الكون والحياة

    والعلاقات بين الأحياء. وفي هذه الفلسفة الإسلامية المتميزة معالم رئيسية، يمكن أن نشير إلى عدد منها:

    أ- أن الواحدية والأحدية هي فقط للذات الإلهية)

    بـ- وأن التنوع والتمايز والتعدد والاختلاف هو سنة إلهية كونية مطردة في سائر عوالم المخلوقات.

    وأن هذه التعددية هي في إطار وحدة الأصل الذي خلقه الله سبحانه وتعالى. فالإنسانية التي

    خلقها الله من نفس واحدة تتنوع إلى شعوب وقبائل وأمم وأجناس وألوان. وكذلك إلى شرائع في

    إطار الدين الواحد. وإلى مناهج، أي ثقافات وحضارات في إطار المشترك الإنساني الواحد، الذي لا

    تختلف فيه الثقافات. كما تتنوع إلى عادات وتقاليد وأعراف متمايزة حتى داخل الحضارة الواحدة، بل

    والثقافة الواحدة.
    وهذا التنوع والاختلاف والتمايز يتجاوز كونه "حقّا" من حقوق الإنسان، إلى حيث هو "سنة" من

    سنن الله: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا

    رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً?(النساء:1).. ?وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ?(هود:118-119). وكما يقول المفسرون: "فللاختلاف خلقهم".

    فالواحدية والأحدية فقط للحق سبحانه.. والتنوع هو السنة والقانون في كل عوالم المخلوقات.

    جـ- وأن هذا التنوع والتمايز والتعدد والاختلاف له مقاصد عديدة، منها: تحقيق حوافز التسابق على

    طريق الخيرات بين الفرقاء المتمايزين: ?لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً

    وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ? (المائدة:48). ومنها: فتح أبواب الحرية

    للاجتهاد والتجديد والإبداع، الذي يستحيل تحقيقه دون تفرد وتمايز واختلاف: ?وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا?(البقرة:148).

    د- وأن علاقة الفرقاء المتمايزين والمختلفين والمتعددين يجب أن تظل في إطار الجوامع الموَحِّدة،

    وعند مستوى التوازن والعدل والوسطية: ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا?(البقرة:143). "فالوسط"

    -بنص الحديث النبوي- هو "العدل" الذي يجب أن يحكم علاقات الفرقاء المختلفين،" (رواه الإمام

    أحمد).
    وفي دولة النبوة بالمدينة المنورة سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنن جسّدت فلسفة

    الإسلام في العلاقة بالآخر الديني؛ الكتابي منه والوضعي: اليهود والنصارى، والمجوس ومن

    ماثلهم.. ولقد صيغت هذه السنن النبوية، المعبرة عن هذه الفلسفة الإسلامية، في وثائق

    دستورية، طبّقتها دولة النبوة، ورعتها دولة الخلافة الراشدة، وظلت مبادئها مرعية إلى حد كبير عبر تاريخ الحضارة الإسلامية وأوطان عالم الإسلام

    مع الآخر النصراني

    وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران -عهداً لهم ولكل المتدينين بالنصرانية عبر

    المكان والزمان- وذلك عند أول علاقة بين الدولة الإسلامية وبين المتدينين بالنصرانية. وفي هذا

    العهد الدستوري كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لنجران وحاشيتها، وسائر من ينتحل دين

    النصرانية في أقطار الأرض جوار الله، وذمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أموالهم

    وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبِيَعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير.. أَن

    أحمى جانبهم وأذبّ عنهم وعن كنائسهم وبيَعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن

    السياح، وأن أحرس دينهم وملّتهم أين ما كانوا بما أحفظ به نفسي وخاصّتي وأهل الإسلام من

    ملتي؛ لأني أعطيتهم عهد الله على أن لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، وعلى

    المسلمين ما عليهم، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم(مجموعة الوثائق

    السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، لمحمد حميد الله، القاهرة 1956 م،)

    فبلغت هذه الوثيقة في الاعتراف بالآخر الديني، والقبول به، والتكريم له، والتمكين لخصوصياته،

    والاندماج معه، مالم تبلغه وثيقة أخرى عبر تاريخ الإنسانية، مع ميزة كبرى، وهي جعلها لهذا

    التنوع والاختلاف في إطار وحدة الأمة، تجسيدًا لفلسفة الدين الإسلامي في العلاقة بالآخر، وليس

    على أنقاض الدين كل دين.


    التطبيق النبوي للسماحة الإسلامية

    ولأن الإسلام هو الجامع والوارث لكل مواريث النبوات، فلقد تفرد بالسماحة التي جعلته وحده

    المؤمن بكل الرسل والأنبياء، وبجميع الكتب والصحف والألواح، دون تفريق بين أحد من رسل الله

    عليهم الصلاة والسلام ?آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ

    وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ?(البقرة:285).

    ولأن السنة النبوية هي التطبيق النبوي للبلاغ القرآني، رأينا احتفاء رسول الله صلى الله عليه

    وسلم بكل الرسل والأنبياء. فالوحي الذي جاء به في عقائد دين الله الواحد هو ذاته الوحي الذي أوحاه الله إلى الخالين من أصحاب الرسالات.

    وانطلاقًا من هذا البلاغ القرآني جاء التطبيق النبوي الذي يحتضن بالإيمان كل الرسل والأنبياء، فهم

    جميعًا أبناء دين واحد، وشرائعهم (أمهاتهم) شتى: "الأنبياء إخوة من علاّت، وأمهاتهم شتى،

    ودينهم واحد"(متفق عليه). ولذلك خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود فقال: "نحن أحقّ

    وأولى بموسى منكم"(متفق عليه). وقال عن عيسى عليه السلام: "أنا أولى بعيسى بن مريم

    في الأولى والآخرة"(متفق عليه).

    ولم يقف هذا التطبيق النبوي للسماحة القرآنية عند حدود السنة القولية، بل تحولت هذه

    السماحة في التطبيق النبوي إلى واقع معيش، وأخلاق وسجايا، قنّنها وقعدها دستور دولة النبوة

    في المدينة المنورة وفي العهود والمواثيق التي قطعها وكتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير

    المسلمين.

    [size=18]وعندما جاء وفد نصارى "نجران" سنة 10 هـ / 631 م إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

    فتح لهم أبواب مسجد النبوة، فصلّوا فيه صلاة عيد الفصح، مولّين وجوههم إلى المشرق، ثم

    تركهم وما يدينون.( سبل الهدى والرشاد لمحمد بن يوسف بن صالح الشامي، 6/642) وعقد لهم

    عهدًا عامًّا دائمًا لهم ولسائر من يتدين بالنصرانية عبر الزمان والمكان.

    ووحده الإسلامُ هو الذي بدأت به مسيرة جعل الآخر جزءً من الذات الدينية؛ فقرر للآخَرين ذات

    الحقوق وذات الواجبات في الدولة والأمة: "لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، حتى

    يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم..".

    بل لقد جعل الإسلام من الآخر الديني جزءً من أولي الأرحام عندما أقام الأسرة -وليس فقط الأمة-

    على التنوع الديني. فأصبحت الزوجة الكتابية سكَنا يسكن إليها المسلم، وموضع محبته ومودته،

    بينهما ميثاق الفطرة.. حتى لكأنهما ذات واحدة يجمعها لباس واحد


    ولقد امتدت هذه السماحة بامتداد الفتوحات الإسلامية التي أقامت "الدولة"، وتركت الناس أحرارًا

    في "الدين"؛ فرأينا أبا بكر الصديق رضي الله عنه يوصي أمير الجيش الذاهب إلى الشام يزيدَ بن

    أبي سفيان "إنك ستجد قومًا زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذَرهم وما زعموا أنهم حبسوا

    أنفسهم له"(رواه مالك في الموطأ).

    ووجدنا الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب عهد الأمان (العهد العمري) لأهل القُدس

    (إيليا) عند فتحها سنة 15 هـ / 635م الذي قرر فيه: "الأمان لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم

    وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملّتها، وأنه لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من

    حيزها، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضارّ أحد منهم. ولا

    يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود (وفق ما طلبوا)،


    ولأن فلسفة الإسلام وهي تتطلع إلى المثالي، لا تغفل عن مكنونات "الواقع" تميزت بالعدل الذي لا

    يضع كل أهل الكتاب في سلّة واحدة وصنف واحد، بينما ميّزت بين فرقائهم بحسب موقف كل فريق

    من "الكلمة السواء"، التي هي التمايز في الشرائع بإطار وحدة الدين: "الأنبياء أبناء علاّت، دينهم

    واحد، وأمهاتهم شتّى" (متفق عليه). ?قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ

    إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا

    مُسْلِمُونَ? (آل عمران:64).

    فأهل الكتاب ?لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ *

    يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ

    الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ?(آل عمران: 113-115).

    فالقاعدة القرآنية الحاكمة في التمييز العادل بين الفرقاء المخالفين لنا هي أنهم ?لَيْسُوا سَوَاءً?.

    صنع القرآن ذلك عندما ميز فرقاء اليهود فلَم يعمم في الحكم على مجموعهم، وصنع ذلك أيضًا في

    الحديث عن النصارى عندما ميّز بين مَن هم أقرب مودة للمسلمين: ?الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ

    بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ

    تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ?(المائدة:82-83).

    وليس من العدل أبدًا التسوية بين هؤلاء الذين تفيض أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحق، وبين

    الذين دخلوا في لون من الشرك والكفر: ?لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ

    الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ

    النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ?(المائدة:72).

    لكن الإسلام مع هذا التمييز بين فرقاء أهل الكتاب، والعدل في التمييز بين مواقفهم من "الكلمة

    السواء"، قد جعل حساب كل ذلك إلى الله وحده يوم الدين. أما في الدنيا والدولة والتكريم الإلهي

    لمطلق بني آدم، فقد قرر الإسلام لكل هؤلاء الفرقاء ذات الحقوق وذات الواجبات التي قررها

    للمسلمين المؤمنين بكل الكتب وكل النبوات والرسالات.. وبنص عبارة رسول الله صلى الله عليه

    وسلم في عهده لنصارى نجران وكل من ينتحل دعوة النصرانية: "فإن لهم ما للمسلمين، وعليهم

    ما على المسلمين، وعلى المسلمين ما عليهم، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما

    عليهم".

    تلك هي مرتكزات التعايش مع الأديان الأخرى، في القرآن الكريم، وفي التطبيق النبوي لهذا القرآن

    الكريم..

    أخواني تلك كانت خلاصه محاضرات فكريه للدكتور / محمد عماره الكاتب والمفكر الأسلامي الكبير

    ومما سبق وبناء علي الهدي النبوي ومع الأحتراااام لأبن القيم وابن تيميه وابن العثيمين والشيخ

    ابن باز وكل العلماء الدين أفتوا بعدم جواز تهنئه المسيحيين بأعيادهم انا الحقيقه لا اعلم لمادا

    تغافل الجميع عن الهدي النبوي الكريم هل يعتبر من قبيل السماحه ان يقوم الرسول عليه الصلاه

    والسلام نفسه بفتح ابواب المسجد والحرم النبوي ليصلوا فيه في عيدهم ويكون الأن من الكفر ان

    نقول لهم كل عام وانتم بخير ...اسمحولي هدا منطق غريب ولا يتفق مع ما علمنا رسولنا الكريم

    وانا هنا اقول نهنئهم لا نشاركهم في

    الأحتفال لأن الأمور هنا مختلفه ...وأخيرا ان كنت قد أحسنت فأكتبها لي عندك يا رب وان كنت قد

    أسأت فأغفر لي انك انت الغفور الرحيم
    نورهان حامد
    نورهان حامد
    عضو ذهبى
    عضو ذهبى


    الساعه الان :
    عدد المساهمات : 170
    نقاط : 277
    تاريخ التسجيل : 26/05/2011

    . رد: أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض)

    مُساهمة من طرف نورهان حامد السبت يناير 07, 2012 1:06 pm

    انا شايفه فى اختلاف بين الفقهاء
    أذا ليه التعصب
    وكل شخص ونيته
    ولكن دون تعصب لموضوع مختلف عليه
    وهذه نص فتوى ارتاح اليه واخلص نيتى بها



    <blockquote class="postcontent restore ">

    [size=21]عنوان الفتوى التعامل مع أهل الكتاب وتهنئتهم بأعيادهم
    تاريخ الإجابة 19/12/2004
    موضوع الفتوى الآداب
    بلد الفتوى - لبنان
    نص السؤال ما هى حدود التعامل مع النصارى ؟وما حكم تهنئتهم فى أعيادهم؟
    اسم المفتي الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي

    نص الإجابة :
    بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    أجازت الشريعة الإسلامية معاملة أهل الكتاب، فأباحت أكل ذبائحهم (الجائز
    أكلها في شريعتنا) وأجازت نكاح نسائهم، والبيع والشراء لهم ، وكذلك القسط
    والبر والإحسان إليهم ما داموا غير محاربين، ولذلك لا مانع من تهنئتهم
    بأعيادهم دون أن نشاركهم في الاحتفالات التي لا تقرها شريعتنا
    يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
    إذا أردنا أن نجمل تعليمات الإسلام في معاملة المخالفين له - في ضوء ما يحل
    وما يحرم- فحسبنا آيتان من كتاب الله، جديرتان أن تكونا دستورا جامعا في
    هذا الشأن. وهما قوله تعالى: "لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
    يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن
    تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ *
    إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ
    وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن
    تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"
    (الممتحنة

    فالآية الأولى لم ترغب في العدل والإقساط فحسب إلى غير المسلمين الذين لم
    يقاتلوا المسلمين في الدين، ولم يخرجوهم من ديارهم -أي أولئك الذين لا حرب
    ولا عداوة بينهم وبين المسلمين- بل رغبت الآية في برهم والإحسان إليهم.
    والبر كلمة جامعة لمعاني الخير والتوسع فيه، فهو أمر فوق العدل. وهي الكلمة
    التي يعبر بها المسلمون عن أوجب الحقوق البشرية عليهم، وذلك هو (بر)
    الوالدين.

    وإنما قلنا: إن الآية رغبت في ذلك لقوله تعالى: "إن الله يحب المقسطين"
    والمؤمن يسعى دائما إلى تحقيق ما يحبه الله. ولا ينفي معنى الترغيب والطلب
    في الآية أنها جاءت بلفظ "لا ينهاكم الله" فهذا التعبير قُصد به نفي ما كان
    عالقا بالأذهان -وما يزال- أن المخالف في الدين لا يستحق برا ولا قسطا،
    ولا مودة ولا حسن عشرة. فبين الله تعالى أنه لا ينْهَى المؤمنين عن ذلك مع
    كل المخالفين لهم، بل مع المحاربين لهم، العادين عليهم.

    ويشبه هذا التعبير قوله تعالى في شأن الصفا والمروة -لما تحرج بعض الناس من
    الطواف بهما لبعض ملابسات كانت في الجاهلية-: "فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ
    أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا" (البقرة:
    158) فنفى الجناح لإزالة ذلك الوهم، وإن كان الطواف بهما واجبا، من شعائر
    الحج.

    نظرة خاصة لأهل الكتاب

    وإذا كان الإسلام لا ينهى عن البر والإقساط إلى مخالفيه من أي دين، ولو
    كانوا وثنين مشركين -كمشركي العرب الذين نزلت في شأنهم الآيتان السالفتان-
    فإن الإسلام ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى. سواء أكانوا
    في دار الإسلام أم خارجها.
    فالقرآن لا يناديهم إلا بـ (يا أهل الكتاب) و(يا أيها الذين أوتوا الكتاب)
    يشير بهذا إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي، فبينهم وبين المسلمين رحم
    وقربى، تتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث الله به أنبياءه جميعا:
    "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي
    أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
    وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" (الشورى:
    13).

    والمسلمون مطالبون بالإيمان بكتب الله قاطبة، ورسل الله جميعا، لا يتحقق
    إيمانهم إلا بهذا: "قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا
    وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
    وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ
    مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ
    مُسْلِمُونَ" (البقرة: 136).

    وأهل الكتاب إذا قرؤوا القرآن يجدون الثناء على كتبهم ورسلهم وأنبيائهم.
    وإذا جادل المسلمون أهل الكتاب فليتجنبوا المراء الذي يوغر الصدور، ويثير
    العداوات: "وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ
    أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي
    أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ
    وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (العنكبوت: 46).

    وقد رأينا كيف أباح الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب وتناول ذبائحهم. كما أباح
    مصاهرتهم والتزوج من نسائهم مع ما في الزواج من سكن ومودة ورحمة. وفي هذا
    قال تعالى: "وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ
    وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ
    وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ"
    (المائدة: 5).

    هذا في أهل الكتاب عامة. أما النصارى منهم خاصة، فقد وضعهم القرآن موضعا
    قريبا من قلوب المسلمين فقال: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً
    لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ
    مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ" (سورة
    المائدة: 82).

    أهل الذمة

    وهذه الوصايا المذكورة تشمل جميع أهل الكتاب حيث كانوا، غير أن المقيمين في
    ظل دولة الإسلام منهم لهم وضع خاص، وهم الذين يسمون في اصطلاح المسلمين
    باسم (أهل الذمة) والذمة معناها: العهد. وهي كلمة توحي بأن لهم عهد الله
    وعهد رسوله وعهد جماعة المسلمين أن يعيشوا في ظل الإسلام آمنين مطمئنين.

    وهؤلاء بالتعبير الحديث (مواطنون) في الدولة الإسلامية، أجمع المسلمون منذ
    العصر الأول إلى اليوم أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، إلا ما هو من
    شؤون الدين والعقيدة، فإن الإسلام يتركهم وما يدينون.

    وقد شدد النبي -صلى الله عليه وسلم- الوصية بأهل الذمة وتوعد كل مخالف لهذه
    الوصايا بسخط الله وعذابه، فجاء في أحاديثه الكريمة: "من آذى ذميا فقد
    آذاني ومن آذاني فقد آذى الله"."من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه، خصمته
    يوم القيامة"."من ظلم معاهدا، أو انتقصه حقا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ
    منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة".

    وقد جرى خلفاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- على رعاية هذه الحقوق والحرمات
    لهؤلاء المواطنين من غير المسلمين. وأكد فقهاء الإسلام على اختلاف مذاهبهم
    هذه الحقوق والحرمات.
    قال الفقيه المالكي شهاب الدين القرافي: "إن عقد الذمة يوجب حقوقا علينا؛
    لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمتنا وذمة الله تعالى، وذمة رسوله صلى الله
    عليه وسلم ودين الإسلام فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، أو غيبة في عرض
    أحدهم، أو أي نوع من أنواع الأذية أو أعان على ذلك، فقد ضيع ذمة الله وذمة
    رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة دين الإسلام".

    وقال ابن حزم الفقيه الظاهري: "إن من كان في الذمة وجاء أهل الحرب إلى
    بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك
    صونا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن تسليمه
    دون ذلك إهمال لعقد الذمة".

    موالاة غير المسلمين ومعناها

    ولعل سؤالا يجول في بعض الخواطر، أو يتردد على بعض الألسنة، وهو:
    كيف يتحقق البر والمودة وحسن العشرة مع غير المسلمين، والقرآن نفسه ينهى عن
    موادة الكفار واتخاذهم أولياء وحلفاء في مثل قوله: "يَا أَيُّهَا
    الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
    بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ
    مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى
    الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى
    أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ" (المائدة:51،52).

    والجواب: إن هذه الآيات ليست على إطلاقها، ولا تشمل كل يهودي أو نصراني أو
    كافر. ولو فهمت هكذا لناقضت الآيات والنصوص الأخرى، التي شرعت موادة أهل
    الخير والمعروف من أي دين كانوا، والتي أباحت مصاهرة أهل الكتاب، واتخاذ
    زوجة كتابية مع قوله تعالى في الزوجية وآثارها: "وَجَعَلَ بَيْنَكُم
    مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم:21). وقال تعالى في النصارى: "وَلَتَجِدَنَّ
    أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا
    نَصَارَى" (المائدة: 82).

    إنما جاءت تلك الآيات في قوم معادين للإسلام، محاربين للمسلمين، فلا يحل
    للمسلم حينذاك مناصرتهم ومظاهرتهم -وهو معنى الموالاة- واتخاذهم بطانة يفضي
    إليهم بالأسرار، وحلفاء يتقرب إليهم على حساب جماعته وملته؛ وقد وضحت ذلك
    آيات أخر كقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا
    بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا
    عَنِتِّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي
    صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ
    تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ
    وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا
    وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ
    مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" (آل عمران:
    118،119).

    فهذه الآية تبين لنا صفات هؤلاء، وأنهم يكنون العداوة والكراهية للمسلمين في قلوبهم، وقد فاضت آثارها على ألسنتهم.
    وقال تعالى: "لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ
    يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ
    أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" (المجادلة:
    22). ومحادَّة الله ورسوله ليست مجرد الكفر، وإنما هي مناصبة العداء
    للإسلام والمسلمين.

    وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي
    وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ
    كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ
    وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ" (الممتحنة: 1).

    فهذه الآية نزلت في موالاة مشركي مكة الذي حاربوا الله ورسوله، وأخرجوا
    المسلمين من ديارهم بغير حق إلى أن يقولوا: ربنا الله. فمثل هؤلاء هم الذين
    لا تجوز موالاتهم بحال. ومع هذا فالقرآن لم يقطع الرجاء في مصافاة هؤلاء،
    ولم يعلن اليأس البات منهم، بل أطمع المؤمنين في تغير الأحوال وصفاء
    النفوس، فقال في السورة نفسها بعد آيات: "عَسَى اللهُ أَن يَجْعَلَ
    بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللهُ
    قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الممتحنة:7).
    وهذا التنبيه من القرآن الكريم كفيل أن يكفكف من حدة الخصومة وصرامة
    العداوة، كما جاء في الحديث: "أبغض عدوك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما
    ما".

    وتتأكد حرمة الموالاة للأعداء إذا كانوا أقوياء، يرجون ويخشون، فيسعى إلى
    موالاتهم المنافقون ومرضى القلوب، يتخذون عندهم يدا، يرجون أن تنفعهم غدا.
    كما قال تعالى: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ
    فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن
    يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا
    أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ" (المائدة: 52). "بَشِّرِ
    الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ
    يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
    أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للهِ جَمِيعًا"
    (النساء: 138،139).

    استعانة المسلم بغير المسلم

    ولا بأس أن يستعين المسلمون -حكاما ورعية- بغير المسلمين في الأمور الفنية
    التي لا تتصل بالدين من طب وصناعة وزراعة وغيرها، وإن كان الأجدر بالمسلمين
    أن يكتفوا في كل ذلك اكتفاء ذاتيا.
    وقد رأينا في السيرة النبوية كيف استأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد
    الله بن أريقط -وهو مشرك- ليكون دليلا له في الهجرة. قال العلماء: ولا يلزم
    من كونه كافرا ألا يوثق به في شيء أصلا؛ فإنه لا شيء أخطر من الدلالة في
    الطريق ولا سيما في مثل طريق الهجرة إلى المدينة.

    وأكثر من هذا أنهم جوزوا لإمام المسلمين أن يستعين بغير المسلمين -بخاصة
    أهل الكتاب- في الشؤون الحربية، وأن يسهم لهم من الغنائم كالمسلمين.
    روى الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعان بناس من اليهود في حربه
    فأسهم لهم، وأن صفوان بن أمية خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة
    حنين وكان لا يزال على شركه.

    ويشترط أن يكون من يستعان به حسن الرأي في المسلمين، فإن كان غير مأمون
    عليهم لم تجز الاستعانة به؛ لأننا إذا منعنا الاستعانة بمن لا يؤمن من
    المسلمين مثل المخذل والمرجف فالكافر أولى.
    ويجوز للمسلم أن يهدي إلى غير المسلم، وأن يقبل الهدية منه، ويكافئ عليها،
    كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى إليه الملوك فقبل منهم. وكانوا
    غير مسلمين.

    قال حفاظ الحديث: والأحاديث في قبوله صلى الله عليه وسلم هدايا الكفار
    كثيرة جدا فعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها: "إني قد
    أهديت إلى النجاشي حلة وأواقي من حرير".
    إن الإسلام يحترم الإنسان من حيث هو إنسان فكيف إذا كان من أهل الكتاب؟ وكيف إذا كان معاهدا أو ذميا؟
    مرت جنازة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام لها واقفا، فقيل له: "يا
    رسول الله إنها جنازة يهودي؟! فقال: أليست نفسا"؟! بلى، وكل نفس في الإسلام
    لها حرمة ومكان.

    ويقول في تهنئة اليهود والنصارى في أعيادهم:
    هذه حقوق مشتركة، فإذا كان الكتابي يأتي ويهنئك ويعيد عليك في عيدك ويشارك
    في أتراحك ومصيبتك فيعزيك بها، فما المانع من أن تهنئه بعيده وفي أفراحه
    وتعزيته في مصيبته؟ الله سبحانه يقول: "وإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ
    فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا" (النساء: 86)، وهذا لا يعني
    أن نحتفل معهم، إنما نهنئ فقط، وهذا من البر والقسط الذي جاء به هذا الدين.

    والله أعلم.

    كافة الفتاوى المنشورة على شبكة "إسلام أون لاين.نت" تعبر عن اجتهادات
    وآراء أصحابها من السادة العلماء والمفتين، ولا تعبر بالضرورة عن آراء
    فقهية تتبناها الشبكة. انقر هنا لقراءة اتفاقية استعمال الخدمة و الإعفاء
    من المسؤولية.

    [/size]

    </blockquote>
    AHMED HAMODA
    AHMED HAMODA
    Admin
    Admin


    الساعه الان :
    ذكر عدد المساهمات : 860
    نقاط : 1425
    تاريخ التسجيل : 20/12/2010
    العمر : 31

    . رد: أراء المذاهب الأربعة فى تهنئة النصارى بأعيادهم. ( مؤيد ومعارض)

    مُساهمة من طرف AHMED HAMODA السبت يناير 07, 2012 5:54 pm

    فعلآ كل الاراء محترمه ويجب ان ندرس ونفهم كل كلمه
    طالما فى اختلاف يبقا
    نستفتى قلبنا
    ومشكورين على المعلومات

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 7:41 am