قصص في الحب قبل الزواج

الحب . .
من الناس من يتحاشى أن يتكلم في ( الحب ) أو أن يذكر ( الحب ) . .
بل تجد على وجهه علامات الحرج والاستحياء عند ذكر ( الحب ) أو مخاطبته به !!
لماذا . . ؟!
إن هذا التحاشي من ذكر ( الحب ) والاستحياء من ذكره إنما هو ناشئ من سببين :
- الأول : أن من الناس من تربى - سواء من والديه أو ممن حوله - على أن الحب = الفساد والمجون والتعري !!
- الثاني : - وهو لا يبتعد عن الأول - وهو أن الإنسان صار يرى أمامه الفسق والفجور والمجون والفتن ، فتجد من يبرر هذا - سواء كانت مؤسسة تربوية أو إعلاما نطقا أو مرئيا أو مقروئاً - ويسمي هذه الأفعال ( حباً ) فتجد بعض النفوس لا تقبل هذه الأشياء بفطرتها من المجتمع ، فتتحرج من ذكر ( الحب ) لأن الحب عند مجتمعهم هو هذا ؟!!
من هنا صار ( الحب ) مخجلاً !!

ولئن كنّا ولا زلنا نقرأ في القران :
- أن الله يحب !
- ونتصفح في كتب السنة فتخبرنا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب !
- ونقلّب صفحات التاريخ فنجد أن الصحابة الكرام أطهر الخلق كانوا يحبون ، وكذلك من بعدهم . . !
- وتطالعنا نصوص الوحي لتؤكد لنا أن ( الحب ) أوثق عرى الإيمان !
- بل هو ركن العبادة ( الحب والخوف والرجاء ) !!
وغير ذلك . .
فلئن كان الحب بهذه العظمة والشفافية الروحية لهو أجدر أن يُنشد ، وأن يبذل ، وأن يُدعى إليه الناس في كل مكان . . !!
هكذا يكون ( الحب ) . .
عزة . .
وشرفاً . .
وطهراً وعفافاً . .
حين يكون لله وفي الله .

هذه المقدمة تجعلنا في مفترق طريقين عند هذاالسؤال :
- ما هو الموقف من الحب قبل الزواج ؟!
فأيّ حب هو الحب المراد في السؤال ؟!
لئن كان الأول : - وتجوّزا سميناه حبا - فهذا والله لا تقبل به من بقي في نفسه بقايا فطرة سليمة .
ولئن كان الآخر . . فهو والله الربح !

* كيف ينشأ الحب - الحقيقي - قبل الزواج ؟
إن هذا الحب الصادق الطاهر العفيف قبل الزواج إنما ينشأ بطريقه المشروعة التي دلّنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا خطب المغيرة بن شعبة امرأة فقال له صلى الله عليه وسلم : هل نظرت إليها ؟
قال : لا !
فقال : " فانظر إليها فإنه أحرى أن يُؤْدَم بينكما " و " الأدم " الألفة والمحبة .
بهذه الطريقة المشروعة ينشأ الحب ويتعمي في حنا الروح والقلب حتى يقضي الله بينهما حياة سعيدة هنيئة وهي الحياة التي ندب إليها صلى الله عليه وسلم بقوله : " لم ير للمتحابين مثل النكاح " وهذه هي الترجمية الواقعية لهذاالحب العفيف الذي نشأ أول ما نشأ بطريق الشرع .
هذه هي الصورة العفيفة للحب العفيف قبل الزواج .

هناك صورة أخرى . .
وهي صورة الميل الفطري من الرجل بالنسبة للمرأة ومن المرأة بالنسبة للرجل ، هذا الميل أمر فطري .
هذا الميل جاءت الشريعة لتضبطه ضبطاً إيمانياً يرتقي بسلوك الرجل والمرأة إلى أعلى وأجل من همّة لا تتجاوز همّ’ السباع والبهائم .
فجعلت الشريعة عقبات دون أن يقع هذا الميل إلا بما أحل الله .
فحُرّم النظر إلى الأجنبية .
وحُرّمت الخلوة .
وحُرم مصافحة المرأة الأجنبية .
وحرّم على المرأة الخضوع بالقول .
وأمرها بالستر والحجاب .
ونهاها عن الخروج متطيبة متزينة .
وهكذا من الأمور التي جُعلت لأجل أن تحدّ هذا الميل الفطري فيقع على غير ما أحل الله .!!
السؤال هنا : لو وقع ؟!
بنظرة عابرة ؟
أو سلوك غير سويّ . .
ووقع في القلب هذا ( الحب ) !

هنا . . يبقى الميل القلبي أمر قد لا يقع عليه شدة اللوم بقدر ما يقع على سلوكه أسبابا غير مشروعة : من النظرة أو الخلوة أو غير ذلك .
ويبقى هذا الحب حباً وهمياً لأنه قائم على الوهم ، وتبقى سلوكياته سلوكيات منبوذة شرعاً وحسّاً وعقلاً ، إلا أن يقع النكاح بينهما .
وقد أثبتت بعض الدراسات التربوية في هذا المجال أن الحياة الزوجية التي بدأت بمثل هذا الحب الوهمي سريعاً ما تنتهي ويكون مآلها إلى الفشل والشك والريبة !

إنه ينبغي أن ندعوا إلى الحب قبل الزواج لكن بطريقه التي شرع الله تعالى ، طريق : النظرة المباحة . . ( الخِطبة ) !
أمّا غير ذلك فهو وإن سمّوه حباً فهو ( الوهم حقيقة ) !!

- قصة مغيث وبريرة فيه دليل على أن هذا الحب الذي في نفس مغيث إنما وقع في قلبه بعد ما تزوج بها ثم خالعته .
- وقصة ابنةشعيب عليه الصلاة والسلام مع موسى عليه السلام إنما وقع في قلبها ما وقع بعد ما وقع نظرها عليه ، وإن وقع - أقول وإن وقع ! - في قلبها ميل فهو ميل فطري لكن لم يتعدّ هذا الميل ليكوّن سلوكيات عابثة ، بل صار الأمر إلى المباح من النكاح .


أما الإعجاب فهو غير الحب ؟!
وأعني غير الحب ، وأعني الحب الحقيقي . . . .
الإعجاب ذوبان . . .
والحب عملية تفاعلية بين طرفين .

! ! ! !

مع خلاص تحياتى