من الجمل الى الجلابية يا قلبى لا تحزن

بداية وقبل كل شئ أحب أن أقدم اعتذارى كمصرى أولا لم يكن فى بالى وانا أشاهد مباريات كرة القدم المصرية منذ بلغ عمرى 8 سنوات أن أرى فى ملعب مصرى هذا المشهد المؤسف من تدافع جماهيرى باستاد القاهرة الدولى أقدم ملاعب القارة السمراء ومتى فى لقاء للدور ال32 لدورى أبطال أفريقيا

تابعت المشهد كما تابعه الكثيرون ورأيت مالم أره فى حياتى مجموعات تندفع تجاه الملعب بقوة تضرب كل من تجده فى طريقها حكم المباراة الجزائرى مكنوز حتى لاعبى الزمالك حتى ظهر الملعب وكأننا فى سيراك أو ربما مشهد تدافع الجماهير تجاه حلبه الملاكمة فى فيلم " التجربة الدانماركية" لعادل امام

ألغى الحكم المباراة بفوز الافريقى التونسى وتأهله الى الدور ال16 وننتظر العقوبات الافريقية من ايقاف وغرامات وغيره ولكننا لابد أن نتوقف عند العديد من الاشياء الغريبة مالذى تغير خلال الفترة الأخيرة منذ اندلاع الثورة المصرية وحتى الاّن

لا أقصد بالطبع تحميل المسؤولية للثورة و لأبناءها كونى واحد منهم وشاركت بها ومقتنع بها تماما ولكنى أرى أن هناك أمر دبر بليل كما يقولون لتكون مباراة الزمالك هى المسرح الحقيقى له حتى يعطى للجميع رسالة معينه مفادها أنكم لن تستطيعوا العيش بدوننا

بوضوح أكثر أشم رائحة تدبير " الحزب الوطنى " وفلوله التى تعيش بيننا حتى الاّن حتى تعطينا درسا أنه لولا مبارك والعادلى والبائدون لما حدث الانفلات وظهر هذا فى مباراة كرة قدم منقولة على تلفزيونات عربية وعالمية كى تصل الرسالة بوضوح

ودعونا نسأل العديد من الاسئلة لماذا هذا التوقيت بالذات ؟ ألم يلعب كلا من الاهلى والزمالك والاسماعيلى عقب انتهاء الثورة مباشرة فى مصر ولم يظهر أيا مما يعكر الصفو اللهم الا بعض " الشماريخ" الغير مؤثرة اطلاقا على سير المباراة

لعب الزمالك أمام أولى ستارز الكينى وظهر وكأنه " كرتفال" واحتفاء بالشهداء وسط غناء عزيز الشافعى لأغنيته "يابلادى" وسط ترديد الجميع بل لن أنسى ما قاله الاعلامى البارز أحمد شوبير " أن الجميع يتمسح فى الزمالك من أجل عودة النشاط" ولم يحدث شئ وكنا من المفترض أن نكون فى قمة الانفلات

ولعب بعدها الاهلى بنفس الملعب أمام سوبر سبورت فى ذهاب الدور ال32 لنفس البطولة وسط " دخلات" هى الأفضل فى تاريخ الكرة ولم ينزل الجماهير بالرغم من أننا الاّن اّمنيا أفضل من هذا

ومما يعزز ما نقوله هو ظهور للأخ أبو " جلابية" وهو ينزل الى الملعب ليعكس نفس نظيره الحروب والتخطيط القديم بالأمس "جمل" واليوم شخص يرتدى " جلباب"ينزل الى الملعب ويبدو عليه أنه لا يعرف شيئا عن كرة القدم أصلا بل أنه وجد نفسه صدفة فى هذا المكان

موقعة " الجمل" أثناء الثورة واقتحام " صاحب الجلباب البنى" لستاد القاهرة الدولى هما صورتان مكررتان لفكر مترهل مريض لابد أن يصدر ضده قرارا من المجلس العسكرى بحل هذا الحزب ورجاله حتى لا نرى بعد ذلك الحرب بالسيوف بدلا من الأسلحة "اللهم قد بلغت اللهم فاشهد"